1300 ريال سعودي - هذا ما يجب على اليمني دفعه اليوم ليحقق حلم العمرة، مبلغ يعادل راتب 4 أشهر كاملة! بينما كانت العمرة حلماً قريب المنال، أصبحت اليوم أصعب من شراء منزل لدى كثير من اليمنيين. كل يوم تأخير يعني ارتفاعاً جديداً في الأسعار وأحلاماً أكثر تتبخر. المشاعر تتجسد في كلمات مثل: صادم، مأساوي، محبط، ظالم، مؤلم، قاهر، مدمر، صارخ.
اجتاحت موجة ارتفاع غير مسبوقة لأسعار تأشيرات العمرة في عدن، محولة حلم الملايين إلى كابوس اقتصادي، حيث تجاوزت تكلفة التأشيرة حاجز الـ1300 ريال. تراجعت القوة الشرائية للريال اليمني بنسبة 400%، تاركةً ملايين اليمنيين محرومين من حلم العمرة. "الأسعار أصبحت خيالية وغير منطقية"، قال مواطن من عدن. وأكد ناشط اجتماعي: "نحتاج لحلول عاجلة وإنسانية". الصدمة عميقة والإحباط يجتاح البيوت، مما يجعل الأحلام تتحطم على صخرة الواقع المر.
تفاقمت الأزمة مع تطبيق نظام الكوتا السعودي وتدهور الاقتصاد اليمني، مما أدى إلى ازدهار السوق السوداء. السياسات الحكومية المقيدة وضعت القيود، بينما ضعف الرقابة سمح للوكالات باستغلال الحاجات الروحية لتحقيق أرباح. كما عانى اليمنيون من أزمات اقتصادية في السابق، تأتي أزمة العمرة لتضيف عبئاً جديداً. "الوضع قابل للتفاقم ما لم تتدخل جهات رسمية بحلول جذرية"، هذا ما حذر منه الخبراء.
التأثير يمتد إلى الحياة اليومية بإعادة حسابات العائلات وتأجيل أولويات أخرى وضغط نفسي إضافي على الأسر. من المتوقع تراجع كبير في أعداد المعتمرين اليمنيين، مما يزيد من نمو السوق السوداء والفساد ويؤجج التوترات الاجتماعية. تحذير من انتشار النصب والاحتيال، لكن هناك فرصة لإنشاء صناديق خيرية مساعدة. ردود الأفعال مختلفة بين غضب شعبي واسع ومطالبات حكومية ومبادرات خيرية محدودة.
أزمة تأشيرات العمرة تعكس عمق المأساة اليمنية وتحول الحلم الديني لكابوس اقتصادي. الحاجة ماسة لتدخل عاجل قبل أن تصبح العمرة حكراً على النخبة الثرية فقط. ضرورة الضغط على الجهات المسؤولة وإيجاد بدائل إنسانية عاجلة. "هل سنقف مكتوفي الأيدي حتى تصبح بيوت الله مقصورة على الأثرياء فقط؟"