في ستة أشهر فقط، تعرضت قطر لهجمات من قوتين إقليميتين، مما يثير القلق إزاء مستقبل تحالفاتها. دولة بحجم 11 ألف كيلومتر مربع تتحدى أكبر قوة عسكرية في المنطقة، لذا فإن القمة العربية الطارئة خلال أيام قد تعيد رسم خريطة التحالفات. هل نحن أمام انقلاب تاريخي؟ الخيانة والتحدي والصمود في وجه الانتهاك تجسد واقع الدوحة اليوم.
الغارة الإسرائيلية المفاجئة استهدفت مقراً لحركة حماس في قلب الدوحة، ما أثار شعوراً عميقاً بالخيانة بين الأوساط القطرية. كله يأتي في ظل غياب الاعتذار الإسرائيلي، مما دفع قطر للتعبير عن استعدادها للبحث عن شركاء أمنيين جدد إذا لزم الأمر. الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أوضح "الدوحة قد تجد شركاء آخرين لدعم أمنها إذا لزم الأمر"، مشيراً إلى أن الأوضاع تتطلب إعادة نظر جذرية.
تاريخياً، كانت قطر تلعب دور الوسيط الفاعل في مفاوضات غزة، لكن اليوم تجد نفسها تحت الطعن من الخلف. الأسباب وراء استهداف إسرائيل لحماس تعود لرغبتها في تدمير الحركة بأي ثمن، متجاهلة السيادة. ما يشهده الآن قد يُشبه خروج مصر من المعسكر السوفيتي، إذ أن المحللين يتوقعون تغييراً جذرياً في السياسة الخارجية القطرية.
اليوم، القطريون يستيقظون على واقع جديد من الشك تجاه الأمان. الاحتمالات مفتوحة أمام الدوحة لإعادة تشكيل التحالفات في المنطقة، إلا أن التردد بين الفرصة تعزيز الاستقلالية والخطر من الانزلاق نحو عزلة إقليمية قد يكون حاسماً. تتزايد ردود الأفعال بين غضب شعبي وترقب إقليمي حذر.
باختصار، خيانة الثقة وإعادة تقييم التحالفات والقمة العربية الوشيكة تصنع عناوين اللحظة. هناك فرصة لإعادة تشكيل خريطة جديدة للتحالفات الخليجية قد تنتج عن هذه الأزمة. لذا، علينا متابعة نتائج القمة العربية التي من شأنها تحديد مستقبل المنطقة. هل ستؤدي هذه الأحداث إلى تحول جذري في تاريخ التحالفات الخليجية؟