في أقل من 24 ساعة، تحولت قطر من وسيط للسلام إلى هدف للحرب. للمرة الأولى منذ عقود، تتعرض دولة خليجية لهجوم إسرائيلي مباشر. بينما تقرأ هذه الكلمات، تجتمع دول الخليج لصياغة رد تاريخي.
في تطور غير مسبوق على الساحة السياسية الخليجية، تعرضت الأراضي القطرية لهجوم إسرائيلي استهدف عدداً من ضيوف الدولة خلال ليلة الثلاثاء. وقد أدى الهجوم إلى كسر الأعراف الدبلوماسية بأتمّ معنى الكلمة.
وفي تصريح غاضب، وصف الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الهجوم بأنه "إرهاب دولة"، مؤكداً أن الأضرار لم تُحص كما ينبغي بعد. أشار إلى أن 15 شهراً من الوساطة قد تبخرت الآن. وأضاف: "لا أجد كلمات للتعبير عن غضبنا" مشيراً إلى الغضب الشعبي والقلق الدولي الذي أحدثه هذا الهجوم.
تكشف الأحداث أن هناك تواريخ متشابكة وأسباب معقدة حول هذا التصعيد. بالإضافة إلى دور الوساطة القطرية في محاولات السلام الإقليمية وعدم الاستقرار الدائم بسبب التجاذبات الإسرائيلية-الفلسطينية. وقد أفضى فشل المفاوضات وسياسات بنيامين نتنياهو المتعنتة إلى تصعيد خطير في المنطقة.
على المدى القريب، يتوقع الخبراء رد فعل خليجي متماسك وتجميداً للمفاوضات الحالية، حيث يتوقع تدخل دولي عاجل للتخفيف من التوتر. ويربط المراقبون بين هذا التصعيد وبين أحداث سابقة مثل أزمة الخليج في 2017 والحروب المتكررة في غزة.
يُثار مخاوف حقيقية فيما يتعلق بالتأثيرات المباشرة على الحياة في قطر. أصبحت حالة القلق تسيطر على المقيمين في البلاد، بينما تشدد السلطات الأمنية الإجراءات حول المرافق الحيوية. ولم يسلم أيضاً سوق الأسهم المحلية من تبعات هذا التوتر، ما يجبر الحكومة على التفكير في استراتيجيات جديدة لتقوية دفاعاتها.
وفيما يتعلق بالخيارات التحليلية، فإن تجميد المفاوضات وتحالف خليجي موسّع يظل من بين النتائج المتوقعة، خصوصاً مع انعدام الدعم الدولي الصريح لموقف نتنياهو.
يشير ختام هذا التطور إلى معادلات جديدة قد تسود المنطقة. قد تجد قطر نفسها في دور مختلف مستقبلاً، تتولى تحديات أمنية ظلت لفترة طويلة على الهامش. إن مراقبة التطورات والاستجابة بحذر للمستجدات تبقى الخيار الأمثل في هذه اللحظات العصيبة، مع الأسئلة المستمرة حول ما إذا كان هذا التصعيد يشكل بداية حقبة جديدة من التوتر الخليجي-الإسرائيلي.