سجل النجم الفرنسي كريم بنزيما، قائد نادي الاتحاد السعودي، إنجازاً تاريخياً استثنائياً حيث أشعل الدوري السعودي بوصوله إلى الهدف رقم 500 في مسيرته الكروية، وذلك من خلال ثلاثية مذهلة قادت العميد للفوز على الأخدود بخمسة أهداف مقابل هدفين في افتتاح دوري روشن السعودي. هذا الإنجاز ليس مجرد رقم عابر، بل يمثل قفزة نوعية في أداء اللاعب الدولي السابق الذي يتفوق على معدلاته السابقة في أوروبا رغم تقدمه في العمر.
تجاوز بنزيما حاجز الـ500 هدف بطريقة مثيرة، حيث كان يحتاج هدفين فقط للوصول إلى هذا الرقم التاريخي، لكنه تجاوز التوقعات بتسجيله ثلاثية كاملة في الدقائق 4 و51 و60، ليصل رصيده النهائي إلى 503 أهداف. توزعت هذه الأهداف على مراحل مختلفة من مسيرته المهنية: 66 هدفاً مع أولمبيك ليون الفرنسي، و354 هدفاً مع ريال مدريد الإسباني، و44 هدفاً مع الاتحاد السعودي، بالإضافة إلى 37 هدفاً مع منتخب فرنسا.
الأرقام تكشف تفوقاً واضحاً لمعدل بنزيما التهديفي في الدوري السعودي مقارنة بمسيرته الأوروبية، حيث سجل 41 هدفاً مع الاتحاد في موسمين فقط، مقابل 66 هدفاً مع ليون خلال خمسة مواسم كاملة. هذا التحسن الملحوظ يعكس مدى اندماج النجم الفرنسي مع أجواء الكرة السعودية وقدرته على استثمار خبراته لصالح فريقه الجديد بشكل يفوق التوقعات.
في دوري روشن تحديداً، يحافظ بنزيما على معدل استثنائي يصل إلى 11 هدفاً كل 17 مباراة، وهو معدل يتفوق بوضوح على ما حققه في الدوري الفرنسي حيث كان يسجل أقل من 7 أهداف في نفس العدد من المباريات، كما لم يتجاوز حاجز 10 أهداف مع ريال مدريد في الليغا لنفس المعدل. هذا التطور يجعل تجربته السعودية الأبرز على صعيد الفعالية الهجومية في مسيرته الطويلة.
الثلاثية التي سجلها بنزيما أمام الأخدود تمثل الهاتريك الثالث له بقميص الاتحاد والخامس عشر في مسيرته الكروية، مما يضعه في موقع منافسة مباشرة مع كريستيانو رونالدو قائد النصر الذي يمتلك أربع ثلاثيات في الدوري السعودي. هذه المنافسة بين النجمين السابقين في ريال مدريد تضيف بعداً مثيراً للدوري وتزيد من قيمته التنافسية على المستوى العالمي.
ساهم بنزيما في الموسم الماضي بـ30 هدفاً، متساوياً مع نجم الهلال سالم الدوسري، ليؤكد أن المنافسة الفردية لا تقل إثارة عن الصراع الجماعي على الألقاب. هذا الرقم سبق أن وصل إليه المغربي عبدالرزاق حمدالله في أول موسمين له بالدوري، ثم رونالدو في الموسم قبل الماضي، ما يضع بنزيما في دائرة خاصة من النجوم الذين تركوا بصمة واضحة في الدوري السعودي.
لم يكتف النجم الفرنسي بتحقيق الأرقام الفردية، بل قاد العميد لحصد ثنائية تاريخية تمثلت في الفوز بلقب دوري روشن وكأس خادم الحرمين الشريفين، ليمنح النادي بريقاً مضاعفاً. هذا الإنجاز الجماعي يعكس قيمة اللاعب داخل الفريق، ليس فقط كمهاجم هداف، بل كقائد يعرف كيف يلهم زملاءه ويمنحهم الثقة لتحقيق البطولات.
تابعوا آخر أخبار وإنجازات نادي الاتحاد
— الاتحاد (@alittihadclub_sa) September 7, 2025
الفوز على الأخدود بخمسة أهداف يحمل دلالة خاصة، حيث سجل الاتحاد أكبر عدد من الأهداف في مباراة افتتاحية بدوري المحترفين، معادلاً بذلك رقمه السابق الذي حققه أمام الرائد عام 2008 والتعاون عام 2011. هذا الإنجاز لم يتحقق منذ 14 عاماً، مما يشير إلى عودة قوية للفريق في بداية الموسم الجديد.
شارك في هذا الانتصار الكبير أيضاً ستيفن بيرغوين الذي أضاف هدفاً سريعاً في الدقيقة السابعة، بينما أكمل سعيد الربيعي الخماسية بهدف بالخطأ في مرمى فريقه الأخدود بالدقيقة 30. هذا التنوع في مصادر التهديف يعكس الثراء الهجومي للاتحاد وقدرته على الاعتماد على أكثر من لاعب لحسم المباريات.
أظهر الاتحاد أداءً تكتيكياً مميزاً بقيادة مدربه الذي اعتمد على الضغط العالي والهجمات المرتدة السريعة، حيث كان لبنزيما دور محوري بفضل تحركاته الذكية وتمركزه المثالي داخل منطقة الجزاء. التمريرات الدقيقة واللعب الجماعي المنظم ساهما بشكل كبير في تحقيق هذا الفوز الذي يبشر بموسم استثنائي للفريق.
مع اقتراب موسمه الثالث مع الاتحاد، يترقب جمهور العميد المزيد من الإنجازات من قائدهم الذي لا يكتفي بالأرقام التاريخية، بل يسعى لترسيخ اسمه كأحد أعظم المهاجمين الذين مروا بتاريخ الدوري السعودي. الأداء المميز والأرقام القياسية تعزز الآمال لدى جماهير الفريق بأن يكون هذا الموسم هو موسم العودة للبطولات الكبرى واستكمال مسيرة النجاح.
يشكل هذا الإنجاز تحدياً لبقية نجوم الدوري السعودي الذين يتطلعون لمنافسة اسم عالمي بحجم بنزيما، ما يعزز من قوة المسابقة ويرفع من قيمتها التنافسية. على الصعيد الشخصي، يبدو أن بنزيما وجد في الاتحاد البيت الذي استعاد فيه حافزه التهديفي، لتتحول تجربته في السعودية إلى فصل جديد من المجد الكروي يكتب فيه قصة جديدة عنوانها الأرقام القياسية والبطولات والجماهيرية الجارفة.