أعلن مجلس الوزراء السعودي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، موافقته الرسمية على إنشاء فرع لجامعة ستراثكلايد البريطانية العريقة في مدينة الرياض، في خطوة تاريخية تعزز من مكانة المملكة كوجهة عالمية متميزة للتعليم العالي والبحث العلمي.
يمثل هذا القرار علامة فارقة في مسيرة التطوير التعليمي بالمملكة، حيث تنضم جامعة ستراثكلايد ذات التاريخ العريق الممتد لـ 228 عاماً إلى شبكة المؤسسات التعليمية المتقدمة في العاصمة السعودية، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام الطلاب والباحثين في المنطقة.
تشتهر جامعة ستراثكلايد الاسكتلندية، التي تأسست عام 1796 كمعهد أندرسون قبل أن تتحول إلى جامعة في عام 1964، بتخصصها المتميز في مجالات الهندسة والأعمال والعلوم التطبيقية. وتحتل الجامعة مكانة مرموقة بين أفضل 30 جامعة في المملكة المتحدة، كما تضم أكثر من 23 ألف طالب من أكثر من 100 دولة حول العالم.
#فيديو_واس | سمو #ولي_العهد يرأس جلسة #مجلس_الوزراء في الرياض.https://t.co/7StH4hlmAe#واسpic.twitter.com/dNwIGzTByr
— واس الأخبار الملكية (@spagov) October 21, 2025
من المتوقع أن يركز الفرع الجديد على تخصصات متطورة تتماشى مع احتياجات السوق السعودي ومتطلبات رؤية 2030، خاصة في مجالات الهندسة المتقدمة وعلوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي. كما تشير التوقعات إلى تقديم برامج في إدارة الأعمال والمالية، حيث تحمل كلية ستراثكلايد للأعمال الاعتماد الثلاثي النادر من هيئات AACSB وAMBA وEQUIS العالمية.
يأتي هذا الإنجاز التعليمي ضمن حزمة من القرارات الاستراتيجية التي اتخذها مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية، والتي شملت أيضاً تعزيز التعاون مع مؤسسات تعليمية أوروبية أخرى، مما يعكس التوجه الجاد للمملكة نحو تدويل منظومة التعليم العالي.
تحرص الجامعة البريطانية على تقديم برامج تعليمية تجمع بين الأسس النظرية الراسخة والتطبيقات العملية المبتكرة، مما يؤهل خريجيها للمساهمة الفاعلة في سوق العمل المحلي والعالمي. ويُتوقع أن يستفيد الطلاب السعوديون من الخبرات البحثية المتقدمة التي تتمتع بها الجامعة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المالية والهندسة الطبية الحيوية.
يُعد فرع ستراثكلايد في الرياض إضافة قوية لقطاع التعليم العالي في المنطقة، خاصة وأن الجامعة الأم تُصنف كأول جامعة تقنية في تاريخ المملكة المتحدة. وتسعى إدارة الجامعة لاستقطاب أفضل الكوادر الأكاديمية والبحثية لضمان تقديم تعليم يضاهي المعايير العالمية.
تتطلع السعودية من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية إلى تعزيز قدراتها في مجال البحث والتطوير، فضلاً عن إعداد جيل جديد من الخريجين المؤهلين للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما يُتوقع أن يساهم الفرع الجديد في جذب المزيد من الطلاب الدوليين إلى المملكة، مما يعزز من مكانتها كمركز تعليمي إقليمي.
يشكل إنشاء فرع جامعة ستراثكلايد في الرياض خطوة مهمة ضمن استراتيجية المملكة الشاملة لتطوير منظومة التعليم العالي، والتي تهدف إلى تحقيق التوازن بين الاستفادة من الخبرات العالمية والحفاظ على الهوية الثقافية المحلية. وتؤكد هذه المبادرة على التزام القيادة السعودية بالاستثمار في رأس المال البشري كأساس لبناء اقتصاد المعرفة في المستقبل.
