الرئيسية / محليات / لم يحدث منذ 2018… حدث هو الأول من نوعه في سماء السعودية خلال الـ24 ساعة القادمة!
لم يحدث منذ 2018… حدث هو الأول من نوعه في سماء السعودية خلال الـ24 ساعة القادمة!

لم يحدث منذ 2018… حدث هو الأول من نوعه في سماء السعودية خلال الـ24 ساعة القادمة!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 07 سبتمبر 2025 الساعة 03:10 صباحاً

تتجه أنظار عشاق الفلك في المملكة العربية السعودية ومختلف أنحاء الوطن العربي نحو السماء للاستعداد لمشاهدة خسوف القمر الكلي الذي سيستمر لمدة 83 دقيقة مساء الأحد، في ظاهرة استثنائية تعد الأطول من نوعها منذ عام 2018. هذا الحدث الفلكي النادر سيكون مرئياً بالعين المجردة في جميع مناطق المملكة، إضافة إلى معظم دول آسيا وأفريقيا وأجزاء من أوروبا وأستراليا.

يبدأ العرض الكوني الاستثنائي عند دخول القمر منطقة شبه الظل في الساعة 6:28 مساءً بتوقيت المملكة، حيث يخفت ضوء القمر تدريجياً، لكن هذا التغيير الطفيف لا يمكن ملاحظته بسهولة. المرحلة الأكثر إثارة تأتي عند الساعة 7:27 مساءً مع بداية الخسوف الجزئي، حين يبدأ ظل الأرض بالزحف عبر وجه القمر المضيء، مقدماً عرضاً مذهلاً لتدرج الظلال الكونية.

تصل الذروة المنتظرة عند الساعة 8:30 مساءً مع انطلاق مرحلة الخسوف الكلي التي تمتد حتى 9:54 مساءً. خلال هذه الفترة الذهبية البالغة 83 دقيقة، يتخذ القمر ألواناً ساحرة تتراوح بين الأحمر الداكن والنحاسي والبرتقالي، نتيجة لانكسار أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض. هذا التحول اللوني الطبيعي يقدم مشهداً لا ينسى للمراقبين، ويكشف عن التفاعل المعقد بين الضوء والغلاف الجوي.

وفقاً للدكتور زكي المصطفى من معهد علوم الفضاء بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، فإن هذا الخسوف يحدث عندما تصطف الأجرام السماوية الثلاثة - الشمس والأرض والقمر - في خط مستقيم تقريباً، مما يؤدي إلى حجب ظل الأرض لضوء الشمس عن القمر. المميز في هذا الحدث أنه يتزامن مع اقتراب القمر من نقطة الحضيض، أقرب نقطة له من الأرض، مما يجعل حجمه الظاهري أكبر بنسبة 3.2% من المعتاد.

تشير بيانات الجمعية الفلكية بجدة إلى أن المدة الإجمالية للظاهرة ستصل إلى 5 ساعات و27 دقيقة، بينما تستغرق مرحلتا الخسوف الجزئي والكلي معاً 3 ساعات و29 دقيقة. هذه المدة الطويلة نسبياً تتيح للعلماء والهواة على حد سواء فرصة استثنائية لدراسة ومراقبة التفاصيل الدقيقة للظاهرة، وجمع بيانات قيمة حول تأثير الغلاف الجوي للأرض على الضوء الشمسي.

خلال اللحظات الأولى من الخسوف الكلي، يمكن للمراقبين الذين يستخدمون مناظير أو تلسكوبات صغيرة رصد ظاهرة بصرية نادرة: ظهور لون أخضر مزرق على أحد حواف القمر. هذا اللون الساحر ينشأ من مرور ضوء الشمس عبر طبقة الأوزون في أعلى الستراتوسفير، حيث يتم امتصاص معظم الطيف الأحمر ويُسمح للضوء الأزرق بالمرور، مما يخلق هذا المشهد الاستثنائي.

تبلغ ذروة الخسوف عند الساعة 9:11 مساءً، عندما يكون القمر في أعمق نقطة داخل ظل الأرض. في هذه اللحظة السحرية، يعتمد اللون الظاهر للقمر على حالة الغلاف الجوي للأرض، فقد يظهر أحمر داكناً في الأجواء الصافية، أو يميل إلى البرتقالي والنحاسي إذا كان الجو محملاً بالغبار أو الرماد البركاني، بينما قد يبدو بنياً أو أصفر باهتاً مع وجود غيوم خفيفة.

يؤكد المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية، أن هذا الخسوف يمثل فرصة علمية مثالية لدراسة خصائص الغلاف الجوي للأرض، حيث يسمح تحليل لون وسطوع القمر أثناء الخسوف بجمع معلومات دقيقة عن مكونات طبقة الستراتوسفير، بما في ذلك الهباء الجوي والغازات والجسيمات المختلفة.

تنتهي مرحلة الخسوف الكلي عند الساعة 9:54 مساءً، لتبدأ المرحلة الثانية من الخسوف الجزئي التي تستمر حتى 10:56 مساءً، حيث يستعيد القمر إضاءته الطبيعية تدريجياً. يظل القمر في منطقة شبه ظل الأرض حتى الساعة 11:55 مساءً، وهي مرحلة دقيقة توفر للباحثين فرصة لمراقبة التغيرات الطفيفة في الإضاءة الناتجة عن تأثير الغلاف الجوي.

ما يجعل هذا الحدث استثنائياً هو ندرة حدوث خسوف القمر الكلي، رغم اكتمال القمر شهرياً. السبب في ذلك يعود إلى ميلان مدار القمر بحوالي 5 درجات مقارنة بمدار الأرض حول الشمس، مما يمنع الاصطفاف المثالي للأجرام الثلاثة في معظم الأوقات. يحدث الخسوف فقط عندما يمر القمر عبر النقاط التي يلتقي فيها مداره مع مدار الأرض، والمعروفة بالعقد الفلكية.

للاستمتاع بهذا العرض الكوني الاستثنائي، ينصح الخبراء باختيار مواقع مفتوحة بعيداً عن الإضاءة الصناعية الساطعة، مع إمكانية استخدام مناظير أو تلسكوبات صغيرة لمشاهدة التفاصيل الدقيقة. كما يعد هذا الحدث فرصة مثالية للمصورين الفلكيين لتوثيق الظاهرة من خلال التقاط صور متتابعة تظهر مراحل الخسوف المختلفة.

يشكل هذا الخسوف الكلي للقمر، الذي يعتبر الأخير في عام 2025، حدثاً فلكياً مميزاً لن تتكرر ظروفه المماثلة إلا بعد سنوات طويلة. هذه الندرة تجعل من المتابعة المباشرة تجربة لا تُفوت لعشاق الفلك والمهتمين بظواهر الطبيعة الكونية، خاصة أن الحدث سيكون في أفضل ظروف المشاهدة للمنطقة العربية منذ سنوات عديدة.

شاهد ايضاً :

شارك الخبر