رحلت عن عالمنا الجمعة دوقة كِنت عن عمر يناهز 92 عاماً، تاركة وراءها إرثاً من اللحظات الإنسانية التي كسرت حدود البروتوكول الملكي، وأبرزها لحظتها الخالدة مع لاعبة التنس التشيكية يانا نوفوتنا في ويمبلدون عام 1993.
توفيت الدوقة كاثرين ورسلي، زوجة الأمير إدوارد دوق كِنت وابن عم الملكة الراحلة إليزابيث، بسلام في مقر إقامتها بقصر كينجتون مساء الخميس وسط أفراد عائلتها، وفقاً لما أعلنه قصر بكنجهام.

ارتبط اسم دوقة كِنت بشكل لا يُنسى ببطولة ويمبلدون للتنس منذ عام 1969، حيث قدمت الجوائز للفائزين والوصيفات لعقود طويلة. لكن اللحظة التي خُلدت في ذاكرة محبي التنس حول العالم كانت مواساتها العفوية للاعبة يانا نوفوتنا التي انهارت بالبكاء بعد خسارتها نهائي الفردي أمام شتيفي غراف.
في تلك اللحظة المؤثرة، تجاهلت الدوقة كل أعراف البروتوكول الملكي وجذبت نوفوتنا نحوها، واضعة رأس اللاعبة المنهارة على كتفها بحنان، وهمست لها بكلمات مطمئنة: "أعلم أنكِ ستفوزين باللقب يوماً ما، لا تقلقي". وقد صدقت نبوءة الدوقة عندما حققت نوفوتنا حلمها بالفوز بلقب ويمبلدون بعد خمس سنوات.
لم تقتصر شجاعة دوقة كِنت على كسر البروتوكولات الرياضية، بل امتدت لتشمل قناعاتها الدينية أيضاً. ففي عام 1994، اعتنقت الكاثوليكية الرومانية لتصبح أول فرد في العائلة المالكة البريطانية يقدم على هذه الخطوة منذ الملك تشارلز الثاني في القرن السابع عشر، متحدية بذلك قوانين قديمة كانت تحظر على أفراد العائلة الملكية اعتناق الكاثوليكية.
وشهدت علاقة الدوقة ببطولة ويمبلدون توتراً نادراً في عام 1999، عندما رفضت إدارة البطولة السماح لها باصطحاب نجل أحد أصدقائها البالغ من العمر 12 عاماً إلى المقصورة الملكية، وذلك بعد وفاة والد الطفل، مما أظهر مرة أخرى جانبها الإنساني وحرصها على مساندة المحتاجين.
إلى جانب مكانتها الملكية، كرست دوقة كِنت جزءاً من حياتها لتدريس الموسيقى في مدرسة بمدينة هال شمال شرق إنجلترا، كما قدمت دعماً واسعاً للجمعيات الخيرية الموسيقية، مجسدة شغفها الحقيقي بالفنون والتعليم. وقد أنجبت ثلاثة أبناء وتركت وراءها عشرة أحفاد.
أعرب الملك تشارلز والملكة وأفراد العائلة المالكة عن حزنهم العميق لرحيل الدوقة، مؤكدين تقديرهم لتفانيها وخدمتها الطويلة. ومن جانبه، وصف رئيس الوزراء كير ستارمر الراحلة بأنها "أضافت التعاطف والنبل واللمسة الإنسانية لكل ما قامت به"، مشيراً إلى لحظتها المؤثرة في ويمبلدون كواحدة من أبرز صور إنسانيتها التي ستبقى خالدة في الأذهان.