الرئيسية / شؤون محلية / 329 ألف متضرر و62 وفاة: كيف فاقمت الحرب كارثة السيول في اليمن؟
329 ألف متضرر و62 وفاة: كيف فاقمت الحرب كارثة السيول في اليمن؟

329 ألف متضرر و62 وفاة: كيف فاقمت الحرب كارثة السيول في اليمن؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 06 سبتمبر 2025 الساعة 03:55 مساءاً

أظهرت الأمطار الغزيرة والسيول المدمرة التي ضربت اليمن منذ منتصف أغسطس الماضي كيف تضافرت عوامل الحرب المستمرة مع الكوارث الطبيعية لتخلق مأساة إنسانية مركبة، حيث وثق تقرير للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر تضرر 329 ألف شخص ووفاة 62 آخرين، بينما كشفت الكارثة عن مدى تهالك البنية التحتية وضعف شبكات الطرق التي تحولت إلى فخاخ مميتة في وجه السيول.

Image 1

وأشار التقرير الدولي إلى أن أكثر من نصف المتضررين من السيول هم من النازحين الذين يعيشون في مخيمات بدائية، حيث بلغ عدد الأسر النازحة المتضررة 27 ألف أسرة من أصل 47 ألف أسرة تأثرت بالفيضانات، مما يعكس هشاشة أوضاع هذه الفئة الأكثر ضعفاً في مواجهة الكوارث الطبيعية.

وتصدرت محافظة حجة قائمة المناطق المنكوبة بأكبر حصيلة بشرية ومادية، حيث تضررت 17,498 أسرة وسُجلت 13 وفاة و17 إصابة وحالتي فقدان، تلتها محافظة تعز بـ7,429 أسرة متضررة، بينما شهدت عدن 10 وفيات وصعدة 10 وفيات أيضاً وسط تضرر الآلاف من الأسر في كلا المحافظتين.

Image 2

ولعبت الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات دوراً مدمراً في تفاقم آثار السيول، حيث دمرت العمليات العسكرية أكثر من 100 جسر وثلث الطرقات المعبدة، وأغلقت طرقات رئيسية كثيرة تربط بين المحافظات، مما أجبر المواطنين على استخدام طرق بديلة أكثر خطورة وعرضة للسيول. ووفق تقديرات البنك الدولي، تغطي شبكة الطرقات في اليمن نحو 71 ألف كيلومتر، نسبة كبيرة منها غير معبّدة.

وتحول الطريق البديل الذي يربط محافظة تعز بعدن إلى مسار مميت للمسافرين، فبعد أن قطعت جماعة الحوثيين الطريق الرئيسي عام 2015، اضطر السكان لاستخدام طريق أطول وأكثر وعورة عبر مدينة التربة، يضم أجزاءً وعرة ومجاري سيول تنحدر من الجبال وتصب في محافظة لحج وصولاً إلى عدن، وقد شهد هذا الطريق حوادث غرق متكررة أودت بحياة عشرات الأشخاص عبر السنوات.

Image 3

وفي شبوة، جرفت السيول ثلاث سيارات في مديريات الروضة والصعيد وجردان، بينما نجا ركابها من الموت، وتسببت الرياح المصاحبة للأمطار في أضرار جزئية بشبكة نقل الكهرباء في وادي عمقين. وواصلت السلطات المحلية بتوجيهات من المحافظ عوض محمد بن الوزير أعمال التقييم السريع للأضرار والشروع في التدخلات لمعالجة التأثيرات على الخدمات العامة.

كما كشفت السيول في منطقة الحسوة بعدن عن مخاطر البناء العشوائي في مجاري السيول، حيث تغمر السيول القادمة من محافظة لحج أحياءً بكاملها وتدمر مئات المنازل وتلحق أضراراً كبيرة بشبكة الكهرباء وتجرف السيارات. وفي وادي حضرموت، قطعت السيول الطرقات وجرفت مساحات زراعية وعزلت منازل في وادي العين وحورة.

Image 4

ويؤكد المهندس محمد القحطاني أن معظم شبكة الطرقات في اليمن تقع في مجاري سيول بسبب التضاريس الجبلية الوعرة وغياب التخطيط السليم، مما يعرض الطرقات للتدمير والانجراف في ظل غياب التخطيط والمعايير الهندسية الخاصة بالمسارات ومشاريع تصريف المياه والصيانة الدورية.

وحذر المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر من استمرار الأجواء المتقلبة مع توقعات بأمطار رعدية غزيرة في 12 محافظة، خاصة في المناطق الجبلية خلال فترتي الظهيرة والمساء، مع رياح قوية قد تصل سرعتها إلى 40 عقدة في أرخبيل سقطرى و26 عقدة في خليج عدن والسواحل الشرقية والجنوبية.

وتمثل هذه الكارثة المركبة تحدياً إنسانياً هائلاً يتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية لمواجهة الأزمة الفورية وإعادة بناء البنية التحتية المدمرة، خاصة في ظل الحاجة الماسة لتحسين أنظمة الإنذار المبكر وتطوير شبكات تصريف المياه والطرق لتكون أكثر مقاومة للكوارث الطبيعية، بينما تواجه البلاد تحديات مضاعفة بسبب استمرار الصراع وضعف الموارد المالية اللازمة لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار والتأهيل.

شارك الخبر