قدمت هيئة النقل العام في الرياض موعد انطلاق أولى رحلات مترو الرياض لتبدأ في تمام الساعة الخامسة والنصف صباحاً، بدلاً من الموعد السابق عند الساعة السادسة، في خطوة استباقية لمواجهة الكثافة العالية التي شهدتها محطات المترو مع بداية العام الدراسي الجديد.
جاء هذا التعديل كاستجابة مباشرة للازدحام الشديد الذي شهده عدد من مسارات المترو، خاصة في أوقات ذروة المدارس الصباحية، والذي تزامن مع عودة الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدراسة وانتظام الدوام في الجامعات والكليات، مما أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد الركاب.

تهدف هذه الخطوة الاستباقية إلى توزيع الكثافة البشرية على فترة زمنية أطول، وامتصاص الزيادة في الطلب على الخدمة، بما يضمن توفير تجربة نقل أكثر راحة وسلاسة لجميع الركاب، من موظفين وطلاب. وتعكس هذه المبادرة حرص الهيئة على تقديم حلول عملية وفورية لتحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطنين والمقيمين.
ويُعد هذا التعديل في المواعيد دليلاً واضحاً على المتابعة المستمرة التي توليها الجهات المشغلة لأداء الشبكة وتفاعلها السريع مع متطلبات المستخدمين، خاصة في الظروف الاستثنائية مثل بداية العام الدراسي. كما يؤكد على مرونة النظام وقدرته على التكيف مع التحديات المختلفة لضمان استمرارية الخدمة بأعلى معايير الجودة.
نستعد اليوم.. لنسعد مستقبلًا. #تعليمنا_قيم #العودة_للدراسة pic.twitter.com/U7DUteU3DF
— وزارة التعليم (@moe_gov_sa) August 20, 2025
وتأتي أهمية هذا الإجراء في ظل الدور المحوري الذي يلعبه مترو الرياض كركيزة أساسية في منظومة النقل العام الحديثة في العاصمة، حيث يربط المشروع بين مختلف أنحاء المدينة عبر ستة مسارات متطورة بطول إجمالي يبلغ 176 كيلومتراً، ويضم 85 محطة منها أربع محطات رئيسية تتقاطع فيها عدة مسارات لتسهيل عمليات التنقل والانتقال.
يذكر أن مشروع مترو الرياض، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 22.5 مليار دولار، تم افتتاحه رسمياً على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 27 نوفمبر 2024، ليبدأ تشغيله فعلياً في أول ديسمبر من العام نفسه. وقد شهد المشروع تشغيلاً تدريجياً للخطوط، حيث انطلقت خدمات الخطوط الأزرق والأصفر والبنفسجي في الأول من ديسمبر، تبعتها الخطوط الأحمر والأخضر في 15 ديسمبر، واختتمت الشبكة مع تشغيل الخط البرتقالي في 5 يناير 2025.

ويسهم هذا المشروع الضخم في تحقيق فوائد متعددة الأبعاد للعاصمة، حيث يعمل على تقليل عدد رحلات السيارات داخل المدينة، وتوفير ما يعادل 400 ألف لتر من الوقود يومياً، إضافة إلى تخفيض الانبعاثات وعوادم السيارات الملوثة، مما يساهم في تحسين جودة الهواء والبيئة في الرياض.
وتتميز قطارات المترو بكونها كهربائية وتعمل بنظام تشغيل أوتوماتيكي بدون سائقين، مما يضمن دقة المواعيد وانتظام الخدمة. كما يقدم المشروع خيارات متنوعة للركاب تشمل تذاكر بفئات مختلفة، إلى جانب تذاكر زمنية تغطي فترات استخدام متعددة تناسب احتياجات جميع شرائح المجتمع، من الطلاب والموظفين إلى الزوار والسياح.
ويُعد مترو الرياض جزءاً أساسياً من جهود تطوير قطاع النقل في المملكة العربية السعودية، وعنصراً داعماً لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في مجال تطوير البنية التحتية وتحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة البيئية، مما يؤكد التزام المملكة بتوفير أحدث وسائل النقل العام لخدمة المواطنين والمقيمين.