يواجه المدرب الإسباني خوسيه لانا تحديًا كبيرًا في قيادة منتخب سوريا خلال المباراتين الوديتين المقبلتين ضد الإمارات والكويت، بعد تعرض الفريق لموجة غيابات مؤثرة شملت نجوم المحترفين وأبرزهم مالك جنعير لاعب نادي الوصل الإماراتي. هذه الغيابات تضع المدرب أمام اختبار حقيقي لقدرته على إيجاد بدائل فعالة والحفاظ على مستوى الأداء المطلوب.
يُعتبر غياب مالك جنعير الأكثر إثارة للجدل، خاصة أن هذه كانت المرة الأولى التي يتم استدعاؤه لتمثيل المنتخب الأول بعد أن كان يلعب بصفة مقيم في الإمارات. لم يتمكن اللاعب من الانضمام للمعسكر بسبب إصابة مزعومة، مما أثار علامات استفهام حول طبيعة الموقف وحقيقة التزامه تجاه المنتخب الوطني.
إلى جانب جنعير، يفتقد لانا خدمات عدة لاعبين محوريين آخرين. أيهم أوسو، المدافع المحترف في نادي شارلروا البلجيكي، تعرض للإصابة خلال مباراة فريقه في الدوري البلجيكي، بينما غاب بابلو صباغ مهاجم فريق سوون الكوري الجنوبي أيضًا بسبب الإصابة. كما اعتذر ألمار إبراهيم لاعب سكوفدي السويدي عن المشاركة بسبب ظروف عائلية طارئة.
هذه الغيابات تجبر لانا على إعادة النظر في خططه التكتيكية والاعتماد على لاعبين بديلين قد لا يملكون نفس المستوى من الخبرة الدولية. الأمر الذي يزيد من صعوبة المهمة أمام منتخب الإمارات الذي يخوض المباراة على أرضه وبين جمهوره يوم 4 سبتمبر على ملعب زعبيل بنادي الوصل.
الضغط على لانا يتزايد خاصة أنه لم يدل بأي تصريحات إعلامية منذ شهر يونيو الماضي بعد الفوز على أفغانستان في تصفيات كأس آسيا 2027. الجماهير السورية تنتظر من المدرب الإسباني إظهار قدرته على التكيف مع الظروف الصعبة وإثبات أن فلسفته التدريبية قادرة على تحقيق النجاح حتى مع وجود قيود في الخيارات المتاحة.
يدرك لانا أن المباراة الودية ضد الإمارات تمثل فرصة مهمة لاختبار اللاعبين البديلين وقياس مدى استعدادهم لتحمل المسؤولية في المباريات الرسمية المقبلة. كما أن المواجهة الثانية أمام الكويت في الدوحة يوم 8 سبتمبر ستكون بمثابة اختبار إضافي لقدرة الفريق على الأداء بوتيرة عالية رغم النقص في العناصر الأساسية.
من ناحية أخرى، يحتاج لانا إلى استغلال وجود بعض الأسماء المخضرمة في القائمة مثل عمر السومة وعمر خربين لقيادة الفريق من الناحية المعنوية وتوجيه اللاعبين الأقل خبرة. كما أن إدماج لاعبين جدد مثل آلان أوسي المحترف في الدوري اللوكسمبورغي، والذي لم يخض أي مباراة دولية من قبل، يتطلب حنكة تدريبية خاصة.
التحدي الأكبر أمام لانا يكمن في الحفاظ على التوازن التكتيكي للفريق رغم فقدان عناصر مهمة في خطوط مختلفة. فغياب جنعير يؤثر على خط الوسط، بينما غياب صباغ يقلل من الخيارات الهجومية، وغياب أوسو يضعف الجانب الدفاعي.
رغم هذه التحديات، تبقى المباراتان الوديتان فرصة ثمينة للمدرب الإسباني لإثبات قدرته على التأقلم مع الظروف الصعبة وبناء فريق قادر على المنافسة بغض النظر عن الغيابات. النجاح في هذا الاختبار سيعزز من ثقة الجماهير السورية في مشروع لانا التدريبي ويؤكد أن منتخب سوريا يسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أهدافه المستقبلية.