تشهد المملكة العربية السعودية تباينًا مناخيًا لافتًا خلال بداية شهر سبتمبر، حيث تسجل الباحة درجات حرارة منخفضة تصل إلى 25 درجة مئوية، بينما ترتفع الحرارة في الدمام إلى 49 درجة مئوية، مما يعكس التنوع الجغرافي الواضح في أحوال الطقس عبر مناطق المملكة المختلفة.
ويأتي هذا التفاوت الحراري الشديد في ظل دخول المملكة مرحلة انتقالية حاسمة مع بداية شهر سبتمبر، الذي يحمل تقلبات جوية متسارعة تؤثر على الأنشطة اليومية لملايين السعوديين. فبينما تنعم المناطق الجبلية الجنوبية الغربية بأجواء معتدلة ولطيفة، تواصل المناطق الشرقية والوسطى معاناتها من موجات حارة قاسية تتطلب احتياطات خاصة.
وتشير التوقعات الجوية إلى أن هذا التباين المناخي الحاد سيستمر خلال الأسبوع الأول من سبتمبر، مع توقعات بهطول أمطار رعدية على مرتفعات عسير والباحة، مما يعزز من انخفاض درجات الحرارة في هذه المناطق. في المقابل، تشهد مدن الرياض ومكة المكرمة والدمام استمرارًا في الأجواء الحارة مع درجات حرارة تتراوح بين 42 و46 درجة مئوية.
وحذر الباحث في الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني من أن شهر سبتمبر يمثل نقطة تحول جذرية في النظام المناخي بـالمملكة العربية السعودية، موضحًا أن هذه الفترة تشهد تغيرات مفاجئة وسريعة في أنماط الطقس قد تؤثر على تخطيط الأنشطة اليومية والاقتصادية.
شهر سبتمبر يمثل نقطة تحول مهمة في النظام المناخي بالمملكة ومناطق واسعة من شبه الجزيرة العربية
— عبدالعزيز الحصيني (@a__alhussaini) September 2, 2025
ويتوقع خبراء الأرصاد أن تشهد المناطق الشمالية والوسطى من المملكة تحولات تدريجية نحو اعتدال نسبي في درجات الحرارة مع نهاية الشهر، خاصة خلال ساعات الليل التي ستبدأ في التلطف تدريجيًا. هذا التغيير الموسمي المتوقع يأتي كنتيجة طبيعية لحركة المنخفضات الجوية وتبدل أنظمة الضغط الجوي في المنطقة.
وتشير الدراسات المناخية إلى أن التباين الحراري الكبير بين مناطق المملكة خلال فترات التحول الموسمي يعكس التنوع الجغرافي والطبوغرافي الواسع، حيث تؤثر عوامل الارتفاع عن سطح البحر والقرب من المسطحات المائية على توزيع درجات الحرارة بشكل كبير.
وبينما تستمر منطقة الباحة في الاستفادة من موقعها الجبلي المتميز الذي يوفر أجواء معتدلة ومنعشة، تواجه المناطق الساحلية الشرقية تحديات إضافية بسبب الرطوبة العالية التي تزيد من الشعور بالحرارة الفعلية. هذا الوضع يتطلب من السكان والزوار اتخاذ احتياطات خاصة عند التنقل بين المناطق المختلفة.
ومع اقتراب موعد الاعتدال الخريفي المحدد فلكيًا في 22 سبتمبر، يترقب السعوديون بداية تحسن تدريجي في الأحوال الجوية عمومًا، مما يفتح المجال أمام عودة الأنشطة الخارجية والفعاليات الاجتماعية التي توقفت خلال ذروة فصل الصيف. هذا التحول المناخي المرتقب يحمل أهمية خاصة لقطاعات الزراعة والسياحة والأنشطة الرياضية في المملكة.