الرئيسية / شؤون محلية / بعد غيبوبة 6 أشهر وفشل كلوي.. معلم سعودي يروي كيف تحول من سرير المرض إلى منزل الأحلام
بعد غيبوبة 6 أشهر وفشل كلوي.. معلم سعودي يروي كيف تحول من سرير المرض إلى منزل الأحلام

بعد غيبوبة 6 أشهر وفشل كلوي.. معلم سعودي يروي كيف تحول من سرير المرض إلى منزل الأحلام

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 24 أغسطس 2025 الساعة 11:40 صباحاً

استطاع المعلم خالد عكاش أن يحول حلم امتلاك منزل من رغبة بعيدة المنال إلى حقيقة ملموسة، وذلك بعد رحلة طويلة من المعاناة مع الفشل الكلوي امتدت لخمس سنوات، تخللتها غيبوبة استمرت ستة أشهر كاملة. هذا الحلم لم يكن مجرد رغبة في امتلاك عقار، بل كان يمثل رمزاً للاستقرار وبداية جديدة بعد تجربة قاسية مع المرض.

بدأت قصة تحقيق هذا الحلم عندما أفاق خالد من غيبوبته الطويلة عام 2018، حيث اتخذ قراراً حاسماً بضرورة توفير مسكن آمن لعائلته. "أول ما صحيت قلت لازم أوفر لعيالي بيت يسترهم"، هكذا وصف عكاش لحظة اتخاذ هذا القرار المصيري في لقائه مع قناة الإخبارية.

واجه خالد في البداية تردداً طبيعياً حول إمكانية تحقيق هذا الحلم، خاصة مع ظروفه الصحية والمالية الصعبة. كان يخشى من التكاليف الباهظة والمقدمات المالية التي تتطلبها عادة عملية شراء أو بناء منزل، لكن اكتشافه لبرنامج وحدات البناء الذاتي غيّر مجرى حياته تماماً.

يوفر مشروع وحدات البناء الذاتي تسهيلات استثنائية للمواطنين، حيث يمكنهم الحصول على الدعم والتمويل اللازم لبناء منازلهم دون الحاجة لدفع أي مقدم مالي. هذه الميزة كانت بمثابة نافذة أمل لخالد، الذي وجد فيها الحل المثالي لتحقيق حلمه رغم الظروف الصعبة التي مر بها.

تمكن خالد من استكمال جميع الإجراءات المطلوبة للانضمام إلى البرنامج في وقت قياسي. استغرقت عملية الموافقة والبدء في إجراءات البناء أسبوعاً واحداً فقط، وهو ما يعكس كفاءة هذه المبادرة الوطنية في تسريع عملية تحقيق أحلام المواطنين السكنية.

امتدت فترة البناء الفعلي للمنزل ثلاث سنوات كاملة، شهد خلالها خالد تطور مشروعه من مجرد قطعة أرض إلى منزل متكامل يضم جميع المرافق الأساسية. خلال هذه الفترة، كان يتابع عن كثب مراحل البناء المختلفة، مما زاد من شعوره بالانتماء والفخر بهذا الإنجاز.

تسلم خالد مفاتيح منزله الجديد في لحظة مؤثرة، حيث تحول الحلم الذي راوده خلال أصعب فتراته إلى واقع ملموس. المنزل لم يكن مجرد مبنى بالنسبة له، بل كان رمزاً للانتصار على المرض والظروف الصعبة، وبداية مرحلة جديدة من الاستقرار النفسي والاجتماعي.

يمثل نجاح خالد في تحقيق حلمه السكني نموذجاً ملهماً لجميع المرضى الذين يواجهون تحديات صحية مماثلة. قصته تؤكد أن الظروف الصحية الصعبة لا يجب أن تحول دون السعي لتحقيق الأحلام، خاصة مع وجود برامج دعم وطنية تساعد في تذليل العقبات.

كما تبرز هذه التجربة الدور المحوري للمشاريع الوطنية في دعم الفئات التي تواجه ظروفاً استثنائية. برنامج وحدات البناء الذاتي ليس مجرد مبادرة إسكانية، بل هو جسر يربط بين أحلام المواطنين وإمكانية تحقيقها على أرض الواقع.

تجربة خالد عكاش تقدم درساً قيماً في الصبر والمثابرة، حيث لم يستسلم للظروف الصعبة بل حولها إلى دافع للنجاح. من غرفة العناية المركزة وجلسات غسيل الكلى، إلى منزل الأحلام الذي يجمع شمل العائلة، هكذا رسم خالد خريطة طريقه نحو حياة أفضل.

اليوم، يقف خالد في منزله الذي بناه بدعم من المشاريع الوطنية، شاهداً حياً على أن الإرادة القوية والاستفادة من الفرص المتاحة يمكن أن تحول أصعب التحديات إلى قصص نجاح ملهمة. منزله لا يوفر له ولعائلته الاستقرار المادي فحسب، بل يمنحهم أيضاً الشعور بالأمان والفخر بما تم تحقيقه رغم كل الصعوبات.

شارك الخبر