شهدت مدينة تعز مفارقة اقتصادية غريبة خلال الأسابيع الماضية، حيث أدى تراجع سعر الصرف وتحسن قيمة الريال اليمني إلى تراجع كبير في النشاط التجاري، عكس ما يتوقعه المنطق الاقتصادي التقليدي الذي يفترض أن تحسن العملة المحلية يجب أن يؤدي إلى انتعاش الأسواق.
رصد مواطنون في تعز هذا التراجع الملحوظ في الحركة التجارية بالأسواق الحيوية كالمنفذ وشارع الحوض والأخوة والسوق المركزي، خاصة خلال أيام الذروة التقليدية الخميس والجمعة التي كانت تشهد ازدحاماً خانقاً في الماضي.
وصف أحد المواطنين المشهد قائلاً إنه تمكن من المشي من المنفذ إلى وسط المدينة دون مواجهة الازدحام المعتاد، مشيراً إلى أن الشوارع بدت شبه خالية مقارنة بالفترات السابقة التي شهدت حركة مرورية كثيفة وازدحاماً تجارياً واضحاً، خاصة قبل انخفاض سعر صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني.
يفسر خبراء محليون هذه الظاهرة بأن ارتفاع سعر الصرف سابقاً كان يشكل حافزاً قوياً للمتسوقين من المناطق المجاورة مثل الحوبان للتوجه إلى أسواق تعز المركزية، حيث كانوا يستفيدون من فروق الأسعار بين المناطق المختلفة، مما يعني أن إنخفاض الحركة التجارية تعز مرتبط بشكل مباشر بهذا التغيير في سلوك المستهلكين.
تكشف هذه الحالة عن تعقيدات الاقتصاد المحلي في اليمن، حيث تؤثر تقلبات أسعار الصرف على أنماط التسوق والحركة التجارية بطرق غير متوقعة، مما يطرح تساؤلات حول استراتيجيات التجار في التعامل مع هذه التغيرات والحاجة إلى فهم أعمق لديناميكيات السوق المحلية في ظل الظروف الاقتصادية الاستثنائية التي تشهدها البلاد.