الرئيسية / من هنا وهناك / بالأسماء والتفاصيل: 8 دول تفتح أبوابها لليمنيين مجاناً بدون تأشيرة.. و22 دولة بـ"التأشيرة عند الوصول"
بالأسماء والتفاصيل: 8 دول تفتح أبوابها لليمنيين مجاناً بدون تأشيرة.. و22 دولة بـ"التأشيرة عند الوصول"

بالأسماء والتفاصيل: 8 دول تفتح أبوابها لليمنيين مجاناً بدون تأشيرة.. و22 دولة بـ"التأشيرة عند الوصول"

نشر: verified icon رغد النجمي 19 أغسطس 2025 الساعة 09:30 صباحاً

يحكي جواز السفر اليمني قصة شعب يبحث عن منافذ للتواصل مع العالم وسط واقع دولي معقد. 

على الخريطة العالمية للتنقل، يقف المواطن اليمني أمام خيارات محدودة - ثماني دول فقط تسمح له بالدخول دون تأشيرة، واثنتان وعشرون أخرى توفر تأشيرات عند الوصول. 

هذه الأرقام، في عالم أصبحت فيه حرية الحركة ضرورة للتواصل الإنساني والفرص التعليمية والاقتصادية، تعكس تحديات جمة تواجه اليمنيين الساعين للسفر في أرجاء المعمورة.

تضييق خيارات السفر وتبعاته على اليمنيين:

تكشف البيانات الحديثة حقيقة مؤلمة إذ تفرض 147 دولة على حاملي الجواز اليمني الحصول على تأشيرات مسبقة عبر القنوات الدبلوماسية. 

وتشير دراسات دولية متخصصة إلى أن هذه القيود تضع الجواز اليمني في مرتبة متأخرة عالمياً من حيث حرية التنقل.

 وتوضح تقارير السفر العالمية أن المواطن اليمني يواجه متاهة من الإجراءات البيروقراطية التي تتضمن تقديم وثائق متعددة كإثباتات مالية وخطابات دعوة وحجوزات سفر، في عملية قد تستغرق أشهراً للحصول على الموافقة النهائية.

ويربط محللون دوليون هذه القيود بالأوضاع السياسية والأمنية المعقدة التي تشهدها اليمن منذ سنوات. فالصراع المستمر، كما يقول خبراء العلاقات الدولية، أدى إلى تراجع كبير في الروابط الدبلوماسية مع العديد من دول العالم، مما انعكس سلباً على حرية تنقل المواطنين. 

وبحسب تصريحات لمسؤولين في منظمات دولية معنية بشؤون الهجرة، فإن المخاوف المتعلقة بالهجرة غير النظامية تشكل عاملاً إضافياً في تشديد إجراءات منح التأشيرات، حيث تتخوف كثير من الدول من تحول الزيارات المؤقتة إلى إقامات طويلة.

وتشير إحصاءات حديثة إلى أن هذه القيود تؤثر بشكل ملموس على قطاعات واسعة من اليمنيين، خاصة الطلاب والباحثين ورجال الأعمال والمرضى الباحثين عن علاج في الخارج. 

وقد نقلت وكالات أنباء دولية شهادات لمواطنين يمنيين اضطروا للتخلي عن فرص دراسية أو علاجية أو تجارية بسبب رفض طلبات التأشيرة أو تأخرها لفترات طويلة. وتوضح هذه الشهادات الأثر الإنساني العميق لهذه القيود، التي تتجاوز مجرد الإحصاءات إلى حياة أشخاص وأسر بأكملها.

نافذة الأمل: الدول التي تسمح بتأشيرة عند الوصول:

في خضم هذه التحديات، تبرز بعض الفرص المتاحة للمسافرين اليمنيين. فثمان دول تفتح أبوابها دون تأشيرة، وتشمل هذه القائمة المحدودة كلاً من السودان وجزر كوك ودومينيكا وسانت فنسنت والغرينادين وماليزيا وميكرونيسيا وهايتي.

 وتُعتبر ماليزيا، وفقاً لتقارير سياحية متخصصة، الوجهة الأكثر أهمية في هذه المجموعة نظراً لمكانتها الاقتصادية والتعليمية، حيث أصبحت مقصداً للعديد من الطلاب والمستثمرين اليمنيين. 

كما أوضحت دراسات حديثة أن السودان يمثل خياراً مفضلاً للكثيرين بسبب قربه الجغرافي والروابط الثقافية والتاريخية بين البلدين.

وتضيف 22 دولة مساحة أوسع للتنقل عبر نظام التأشيرة عند الوصول، موفرةً مرونة أكبر للمواطنين اليمنيين. وتضم هذه القائمة دولاً مثل المالديف وجزر القمر وجيبوتي ورواندا وسريلانكا وسيشيل ولبنان ومدغشقر. 

وتبين نشرات صادرة عن هيئات السفر الدولية أن شروط الحصول على هذه التأشيرات تتفاوت بين دولة وأخرى، فبعضها يتطلب إثبات الغرض من الزيارة أو حجوزات إقامة أو تذاكر عودة. 

وتذكر تقارير متخصصة أن 51 دولة إضافية توفر نظام التأشيرات الإلكترونية، بما فيها الإمارات وقطر والبحرين وعمان وباكستان وأستراليا وتايلاند وسنغافورة وفيتنام، مما يشكل حلاً وسطاً يتجاوز بعض معوقات التأشيرات التقليدية.

آفاق التحسين المستقبلي لنظام التنقل:

يرصد متابعون للشأن الدبلوماسي بعض المؤشرات الإيجابية التي قد تُحسن وضع الجواز اليمني مستقبلاً. فقد كشفت تصريحات لمسؤولين دبلوماسيين عن مساعٍ يمنية حثيثة لإبرام اتفاقيات ثنائية جديدة مع عدة دول لتسهيل تنقل المواطنين. 

وتنقل مصادر إعلامية عن محللين سياسيين توقعات بأن أي تقدم في مسار التسوية السياسية في اليمن سينعكس إيجاباً على تصنيف الجواز عالمياً، خاصة مع دول الجوار والدول ذات العلاقات التاريخية مع اليمن.

ويشير خبراء في شؤون السفر والهجرة إلى أن التحول العالمي نحو رقمنة أنظمة التأشيرات يحمل في طياته فرصاً واعدة للمسافرين اليمنيين. 

فالتأشيرات الإلكترونية وأنظمة التسجيل المسبق الرقمية تتوسع بوتيرة متسارعة حول العالم، وفقاً لما نشرته منظمة السياحة العالمية، مما يقلص العوائق البيروقراطية ويبسط إجراءات السفر. 

غير أن تقارير متخصصة تحذر من أن هذه التحولات قد تستغرق وقتاً طويلاً، وأن تعزيز مكانة جواز السفر اليمني يظل مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالاستقرار السياسي والأمني في البلاد وبتحسن علاقاتها الدولية.

تظل رحلة اليمني في عالم التنقل الدولي محفوفة بالتحديات، محصورة بين دول قليلة تفتح أبوابها دون قيود وأخرى توفر حلولاً أكثر مرونة. 

وخلف هذه الإحصاءات، تكمن حكايات إنسانية لأشخاص يسعون للدراسة والعلاج والعمل والسياحة، متنقلين في عالم تحكمه سياسات معقدة وعلاقات دولية متشابكة. 

ورغم كل العقبات، يواصل اليمنيون البحث عن طرق للتواصل مع العالم الخارجي، آملين في غد تتلاشى فيه حواجز السفر وتنفتح آفاق جديدة للتنقل الحر. وتبقى النصيحة الذهبية لهم هي المتابعة المستمرة للتحديثات في سياسات التأشيرات عبر القنوات الرسمية، في عالم تتغير فيه قواعد السفر باستمرار.

اخر تحديث: 19 أغسطس 2025 الساعة 12:45 مساءاً
شارك الخبر