في خطوة استثنائية تبث الأمل في قلوب آلاف الحجاج اليمنيين، وُقّعت اتفاقية شاملة لموسم حج 1447هـ بين اليمن والسعودية، وسط وعود بحلول ثورية لمشاكل عانى منها الحجاج لسنوات. هذه الاتفاقية التاريخية التي وُقّعت في جدة اليوم، قد تغير وجه الحج اليمني إلى الأبد، خاصة مع الإشادة الاستثنائية بانضباط الحجاج اليمنيين في موسم 1445هـ.
في قاعات مدينة جدة الرسمية، التقى الدكتور محمد شبيبة وزير الأوقاف والإرشاد اليمني مع نظيره السعودي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، بحضور الدكتور مختار الرباش وكيل الوزارة لقطاع الحج والعمرة. أحمد المقطري، 58 عاماً، مسجل للحج منذ 3 سنوات، يعلق بحماس: "أخيراً بدأت أرى بصيص أمل بعد انتظار طويل". الاتفاقية الجديدة تعد بحلول عملية لأزمة ازدحام دورات المياه في المشاعر المقدسة، تلك المعضلة التي حولت لحظات روحانية إلى معاناة حقيقية للحجاج.
خلف هذا التوقيع قصة نجاح مُلهمة، فرغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها اليمن، حافظت بعثة الحج اليمنية على انضباط عالٍ استثنائي أبهر المسؤولين السعوديين في موسم 1445هـ. هذا النجاح فتح الباب أمام مناقشات جادة حول استرداد قيمة تأشيرات الحج للمحرومين في السنوات الماضية، ومراجعة قيود السن المحددة للحجاج. فاطمة الحضرمي، 45 عاماً، التي أدت الحج العام الماضي تؤكد: "شهدت تنظيماً متميزاً جعلني فخورة بكوني يمنية".
الأهم من ذلك كله، أن الاتفاقية تفتح المنافسة أمام شركات الطيران اليمنية والسعودية والخاصة، ما يعني خيارات أوسع وأسعاراً أكثر تنافسية للحجاج. هذا التطور الثوري سيخفف الضغط الهائل على منفذ الوديعة البري الوحيد - ذلك الشريان الوحيد الذي ينبض بأحلام الحجاج اليمنيين. محمد العدني، مرافق حجاج مخضرم، يصف الوضع: "كان المنفذ البري كاختناق مروري في ساعة الذروة، والآن نرى ضوءاً في نهاية النفق". السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستشهد كوتا شركات العمرة معالجات مرنة تضمن استمرارية نشاطها كما وعدت الاتفاقية؟
في قلب هذه التطورات المبشرة، يبقى الأمان والصحة في مقدمة الأولويات، حيث ستطبق البطاقة الصحية لضمان خلو الحجاج من الأمراض المزمنة. هذا الإجراء، رغم أنه قد يبدو صارماً، إلا أنه يمثل ضمانة حقيقية لتحقيق موسم آمن وصحي لضيوف الرحمن. مع هذه التحسينات الشاملة والوعود الجادة بحل المشاكل المزمنة، يبدو أن موسم 1447هـ قد يشهد نقلة نوعية حقيقية في تجربة الحج اليمني - فهل سنشهد تطبيقاً كاملاً لهذه الوعود الطموحة؟
