أثارت تصريحات الإعلامي الرياضي عبد العزيز المريسل موجة من الجدل في الأوساط الرياضية السعودية، بعد أن شكك في قدرة نادي النصر على تحقيق كأس السوبر السعودي، وذلك رغم دعوته السابقة إلى ضرورة دعم النادي ولو من ميزانيات الأندية الأخرى.
وكشف هذا التناقض الواضح في موقف المريسل عن التباين في آرائه تجاه النصر، حيث اعتبره في تصريحات سابقة نادياً يستحق الدعم المالي الاستثنائي، بينما يراه اليوم فريقاً غير مكتمل وأقل الفرق الأربعة المشاركة في البطولة استعداداً.
ووفقاً لما نشره المرصد الرياضية، فإن المريسل وصف معتقدي قدرة النصر على الفوز بالبطولة بـ"المساكين"، مؤكداً أن الفريق لم يلبِ أي شيء من احتياجاته الفنية. وأضاف أن الصفقات الجديدة مثل جواو فيليكس وإينيغو مارتينيز ما هي إلا بدائل لراحلين وليست إضافات حقيقية.
هذا الموقف يتناقض بشكل صادم مع تصريحاته السابقة التي دعا فيها إلى "دعم النصر حتى لو اضطر الأمر لسحب ميزانية من الفرق الأفضل"، مبرراً ذلك بأن النادي "أقل فرق الصندوق فنياً وإدارياً". كما طالب النصراويين بخيارين لا ثالث لهما: إما دعم كريستيانو رونالدو والفريق بلا تحفظ، أو "رفع الراية البيضاء والمشاهدة من بعيد".
ويظهر التحليل المقارن لتصريحات المريسل تضارباً واضحاً في منهجيته، فبينما يطالب بالدعم المالي الاستثنائي لـالنصر السعودي على حساب الأندية الأخرى، نجده يقلل من شأن الفريق ويشكك في جاهزيته للمنافسة. هذا التناقض يثير تساؤلات جدية حول مصداقية التحليل الرياضي والمعايير المستخدمة في تقييم الفرق.
ولم يكتف المريسل بالتشكيك في قوة النصر، بل قدم توقعات رقمية محددة بنسبة 49% لفوز النصر على الاتحاد في نصف النهائي، مرجحاً أن يكون الفائز من مباراة الأهلي والقادسية هو البطل الحقيقي للبطولة. هذه التوقعات المتشائمة تتعارض مع دعوته السابقة للوقوف خلف الفريق "بمسؤولية مطلقة".
كما استغل المريسل وصول بعثة النصر إلى هونغ كونغ للسخرية من نادي الهلال المنسحب من البطولة، مما يؤكد على ازدواجية المعايير في تعامله مع القضايا الرياضية. فبينما ينتقد النصر على عدم اكتمال صفوفه، يسخر من الهلال لعدم مشاركته أصلاً.
هذا التناقض الواضح في مواقف المريسل يعكس إشكالية أعمق في الإعلام الرياضي السعودي، حيث تطغى العواطف والانحيازات على التحليل الموضوعي. فالإعلامي الذي يطالب بدعم نادٍ معين "حتى لو من ميزانيات الأندية الأخرى" لا يمكن أن يكون محايداً في تقييم قدراته الفنية.
وتثير هذه الازدواجية تساؤلات حول تأثير التصريحات الإعلامية على الرأي العام الرياضي، خاصة عندما تصدر من شخصيات مؤثرة في الوسط الرياضي. فالجماهير النصراوية التي استمعت لدعوات المريسل بالدعم المطلق، تجد نفسها اليوم أمام نفس الصوت يحذرها من "الوهم" ويقلل من توقعاتها.
ويبدو أن هذا التناقض ليس مجرد تغيير في وجهة النظر، بل يعكس خللاً في منهجية التحليل الرياضي، حيث تختلط الرغبات الشخصية بالتقييم الفني. فالمريسل الذي اعتبر النصر يستحق الدعم لكونه "أقل الفرق قدرة"، يعود ليؤكد نفس النقطة كسبب لتوقع فشله في البطولة.
وفي ظل هذا الجدل المستمر، يبقى السؤال الأهم حول مدى تأثير هذه التصريحات المتناقضة على معنويات اللاعبين والجماهير، وما إذا كانت تخدم مصلحة الرياضة السعودية أم تضر بها. فالإعلام الرياضي مطالب بالثبات على المعايير والمبادئ، وليس التأرجح بين الدعم والانتقاد حسب الظروف والمناسبات.
