كشف فيديو مؤثر تم تصويره قبل 24 ساعة من وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز، المعروف بـالأمير النائم، عن لحظات الألم الأخيرة لعائلة ملكية عاشت معاناة استمرت 21 عاماً. المقطع الذي نشره والده الأمير خالد بن طلال عبر إكس (تويتر سابقا) يوم الأحد، أثار موجة عارمة من التفاعل الشعبي والتعاطف مع مأساة أسرية امتدت لأكثر من عقدين.
جاء في تعليق الأمير خالد بن طلال المصاحب للفيديو كلمات محملة بالحزن والشوق: "يا حبيبي ياديدي.. وحشتني أنا وأمك وأخوتك وأسرتك.. هذا مقطع لفقيدنا الوليد الله يغفر له ويرحمه يوم الجمعة 18 يوليو 2025 قبل وفاته بليلة". هذه الكلمات البسيطة حملت في طياتها خلاصة معاناة والد فقد ابنه بعد صراع طويل مع الغيبوبة، وكشفت عن الجانب الإنساني المؤلم لهذه التجربة.
الفيديو المتداول، الذي التُقط في يوم الجمعة 18 يوليو 2025، يُظهر الأمير الوليد في لحظاته الأخيرة قبل إعلان وفاته رسمياً من قبل الديوان الملكي السعودي يوم السبت. هذا التوقيت الدقيق للفيديو أضفى عليه بُعداً درامياً مؤثراً، حيث يُمثل شاهداً بصرياً على الساعات الأخيرة في حياة شخص عاش في عالم الغيبوبة لأكثر من عقدين.
تفاعل الجمهور السعودي والعربي مع هذا المقطع كان استثنائياً، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات التعزية والدعاء للأمير الراحل وعائلته. كما شاركت عمته الأميرة ريما بنت طلال في هذا الحزن العام، حيث نشرت على صفحتها بمنصة إكس صوراً من طفولة الأمير النائم مصحوبة بكلمات مؤثرة: "بكل ألم وحزن ودّعناك حبيبي. فرّقتنا الدنيا ولكنك باق في قلوبنا".
كشف الأمير خالد بن طلال في مناسبات سابقة عن تفاصيل أعمق حول معاناة العائلة خلال السنوات الـ21 الماضية، مؤكداً أن الألم الذي عاشوه لم يكن مجرد انتظار، بل صراع يومي مع الأمل واليأس. وأعرب عن نيته إنشاء مركز طبي يحمل اسم نجله الراحل، في خطوة تهدف لتخليد ذكراه وتحويل المأساة إلى مساهمة إيجابية في المجتمع.
الفيديو الأخير للأمير النائم يُثير تساؤلات عميقة حول طبيعة الحياة والموت، وكيف تتعامل العائلات مع فقدان أحبائها بطريقة تدريجية عبر سنوات طويلة. هذه القصة الإنسانية تتجاوز حدود المكانة الاجتماعية أو الملكية، لتصبح رمزاً للصبر والثبات في مواجهة المحن.
إن إعلان الديوان الملكي السعودي عن وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال، والذي نص على إقامة صلاة الجنازة بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، جاء كخاتمة حزينة لقصة طويلة من المعاناة الصامتة. هذا الفيديو الأخير، بما يحمله من معانٍ عميقة، سيبقى شاهداً على قوة الروابط الأسرية وعمق الحب الذي يتخطى حاجز الغيبوبة والزمن.