الرئيسية / من هنا وهناك / من هو "رضا بهلوي" الاسم القادم لحكم إيران اذا سقط نظام الملالي؟.. تفاصيل خطة الـ100 يوم الأولى !
من هو "رضا بهلوي" الاسم القادم لحكم إيران اذا سقط نظام الملالي؟.. تفاصيل خطة الـ100 يوم الأولى !

من هو "رضا بهلوي" الاسم القادم لحكم إيران اذا سقط نظام الملالي؟.. تفاصيل خطة الـ100 يوم الأولى !

نشر: verified icon رغد النجمي 21 يونيو 2025 الساعة 09:00 صباحاً

تصاعدت وتيرة الحديث عن مستقبل إيران السياسي مع بروز اسم رضا بهلوي، نجل شاه إيران الراحل، كشخصية محورية في المشهد المعارض. 

ووسط اضطرابات داخلية وتوترات إقليمية متصاعدة، يطرح السؤال نفسه بإلحاح: هل يمكن لهذا الوريث الملكي أن يتحول إلى قائد فعلي للمرحلة القادمة في إيران؟

 يحاول بهلوي تقديم نفسه كبديل واقعي للنظام الحالي، مستثمرًا إرثه العائلي ومقدمًا رؤية لإيران علمانية ديمقراطية، لكنه يواجه في الوقت ذاته تحديات كبرى تتعلق بمصداقيته ومدى تمثيله للشارع الإيراني.

مكانة رضا بهلوي في المعارضة الإيرانية:

يشغل رضا بهلوي، المولود في طهران عام 1960، موقعًا فريدًا في المشهد السياسي المعارض، فهو ليس مجرد معارض عادي بل يحمل إرثًا تاريخيًا باعتباره الابن الأكبر لآخر ملوك إيران قبل الثورة الإسلامية. منذ عام 2019، تحول نشاطه من مجرد دور رمزي إلى محاولة لعب دور سياسي فاعل، حيث كثّف من تحركاته الدبلوماسية في الغرب، عاقدًا لقاءات مع زعماء وقادة غربيين ومشاركًا في منتديات دولية. وكما يذكر الدكتور حسن هاشميان، الأكاديمي المختص بالشأن الإيراني، فإن بهلوي "يمثل تطلعات شريحة واسعة من الإيرانيين داخل البلاد الذين يسعون لتغيير جذري للنظام".

في أحدث رسالة وجهها إلى "الشعب الإيراني"، أعلن بهلوي أن النظام الإيراني قد بلغ نهايته وأن سقوطه بات وشيكًا، واصفًا المرشد الإيراني علي خامنئي بأنه "اختبأ تحت الأرض مثل الفأر الخائف وفقد السيطرة على الوضع". وأكد أن "المستقبل مشرق، وسنتجاوز معًا هذا المنعطف التاريخي الحاسم"، مشيرًا إلى وجود "خطة واضحة للمئة يوم الأولى بعد السقوط، تتضمن تشكيل حكومة وطنية وديمقراطية، من الشعب ولأجل الشعب"، مما يعكس طموحه لتقديم نفسه كزعيم انتقالي قادر على إدارة مرحلة ما بعد النظام.

العقبات أمام رضا بهلوي:

تقف أمام طموحات رضا بهلوي عقبات متعددة وجوهرية. أولها يتعلق بإرث العائلة المالكة الثقيل، إذ لا يزال حكم والده محمد رضا بهلوي عالقًا في الذاكرة السياسية الإيرانية باعتباره نظامًا استبداديًا قمعيًا جاء على أنقاض تجربة ديمقراطية. واللافت أن الوثائق الأمريكية التي كُشف عنها عام 2013 أقرت بمسؤولية الولايات المتحدة عن تخطيط وتنفيذ الانقلاب ضد حكومة رئيس الوزراء المنتخب محمد مصدق عام 1953، مما ساهم في إعادة الشاه إلى الحكم المطلق، الأمر الذي يثير تساؤلات حول شرعية هذا الإرث.

العقبة الثانية تتمثل في صورته كشخصية مدعومة من قوى خارجية، خاصة بعد زيارته التاريخية لإسرائيل في منتصف أبريل 2023، حيث استقبلته وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية غيلا غامليل، والتقى برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. قوبلت هذه الزيارة، التي تزامنت مع إحياء ذكرى "الهولوكوست في إسرائيل"، بانتقادات واسعة في الأوساط الشعبية العربية والإيرانية، وفسرت بأنها محاولة لتقديم نفسه كشريك موثوق للغرب. وفي تصريحات سابقة، أكد بهلوي: "في مستقبل إيران سنكون أصدقاء مرة أخرى مع إسرائيل"، مما يثير مخاوف لدى شريحة واسعة من الإيرانيين الذين يرفضون أي تدخل أجنبي في شؤون بلادهم.

المستقبل المحتمل لإيران بظل رضا بهلوي:

يطرح رضا بهلوي رؤية لإيران مستقبلية تختلف جذريًا عن النموذج الحالي، حيث يؤكد أنه "لا يسعى إلى إعادة نظام الشاه أو الملكية، بل يرغب في استخدام اسمه التاريخي لدعم إقامة نظام ديمقراطي علماني"، يقطع مع السياسات التوسعية والخطابات القومية المتشددة. ويبدو أن هناك مساعي حثيثة من جانبه لإعادة رسم خريطة العلاقات الإقليمية، حيث كشف في حوار عن رؤية استراتيجية لمستقبل العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدًا أن "التغيير السياسي المرتقب في إيران ليس مجرد شأن داخلي، بل فرصة تاريخية لانطلاقة جديدة في العلاقات الإقليمية".

وفي ظل هذه التحولات، يلعب دور زوجته ياسمين بهلوي دورًا مهمًا في تشكيل هذه الرؤية المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة. ولدت ياسمين في طهران عام 1968، وتلقت تعليمها في كاليفورنيا بعد مغادرة عائلتها إيران إثر الثورة. جمعت بين دراسة العلوم السياسية والقانون، وكرّست مسيرتها لقضايا اللاجئين وحقوق المرأة والطفل، لتتحول إلى شخصية إيرانية نسوية مؤثرة في الخارج، وقد صرحت في إحدى المقابلات بأن "نساء إيران لن ينلن حقوقهن إلا في طهران علمانية"، مما يعكس تبنيها لرؤية زوجها في إقامة دولة مدنية حديثة.

يدرك العالم أن الشعب الإيراني وحده من يملك القرار في تحديد مستقبله وهوية قياداته، وأن أي تغيير جذري في بنية النظام سيكون مرهونًا بإرادة داخلية قبل أي دعم خارجي. وبينما يواصل رضا بهلوي بناء شبكة دعم دولية وتقديم نفسه كبديل واقعي للنظام الحالي، تظل الأسئلة مفتوحة حول مدى قدرته على تجاوز إرث الماضي وبناء جسور الثقة مع قطاعات واسعة من الشعب الإيراني، خاصة مع استمرار انقسام المشهد المعارض وتعقيدات المشهد الإقليمي.

شارك الخبر