الرئيسية / مال وأعمال / صادم: 61% من الأسر اليمنية تواجه الموت جوعاً... الأرقام الأممية تكشف مأساة تفوق التوقعات!
صادم: 61% من الأسر اليمنية تواجه الموت جوعاً... الأرقام الأممية تكشف مأساة تفوق التوقعات!

صادم: 61% من الأسر اليمنية تواجه الموت جوعاً... الأرقام الأممية تكشف مأساة تفوق التوقعات!

نشر: verified icon مروان الظفاري 20 ديسمبر 2025 الساعة 12:20 صباحاً

في الوقت الذي تقرأ فيه هذا السطر، 18 مليون يمني لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، في مشهد يفوق أسوأ كوابيس المجاعة التاريخية. اليمن اليوم أجوع من أي بلد آخر على وجه الأرض - أكثر من الصومال، أكثر من أفغانستان، أكثر من أي مكان تخيله العقل البشري. كل دقيقة تمر دون تدخل تعني طفلاً يمنياً آخر ينام جائعاً الليلة، وأماً تطبخ العشب لعائلتها.

الأرقام الأممية الجديدة تكشف حقيقة مرعبة: 61% من الأسر اليمنية تواجه صعوبة في تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية، رقم يعني أن 3 من كل 5 بيوت في اليمن لا تجد ما تأكله اليوم. فاطمة أحمد، أم لخمسة أطفال من تعز، تروي بدموع متحجرة: "أحياناً أتظاهر بأنني لست جائعة حتى يأكل أطفالي، لكن حتى هم لا يشبعون". الأكثر إيلاماً أن 35% يعيشون حرماناً غذائياً شديداً، و19% من الأطفال النازحين قضوا يوماً كاملاً بلا قطرة ماء أو فتات خبز.

هذه المأساة ليست وليدة اليوم، بل ثمرة مرة لعقد كامل من الحرب الأهلية التي دمرت البنية التحتية الزراعية والاقتصادية لأحد أقدم الحضارات الإنسانية. النزاع المسلح المستمر، والحصار الاقتصادي الخانق، وتراجع المساعدات الدولية، كلها عوامل تضافرت لتخلق أسوأ أزمة جوع في التاريخ الحديث. د. سارة المقطري، خبيرة التغذية، تحذر بنبرة مرتجفة: "إذا لم نتدخل الآن، سنشهد كارثة إنسانية أكبر من أزمة الصومال في التسعينات". المقارنة مدمرة: عدد الجائعين في اليمن اليوم يفوق سكان هولندا كاملة.

الجوع في اليمن اليوم ينتشر بسرعة الحريق في الغابات الجافة، مدمراً كل ما يقف في طريقه. أطفال يفقدون الوزن يومياً أمام أعين أمهاتهم العاجزات، ونساء يبعن مجوهراتهن الوحيدة مقابل كيس دقيق لا يكفي ثلاثة أيام، ورجال يبحثون في القمامة عن بقايا طعام لعائلاتهم. عبدالله محسن، عامل إغاثة شاهد المأساة عن قرب، يروي بصوت محطم: "رأيت أطفالاً يأكلون أوراق الأشجار، وأمهات يطبخن العشب لعائلاتهن". التحذيرات تتصاعد: إما إنقاذ عاجل خلال الأسابيع القادمة، أو جيل كامل مصاب بالتقزم من سوء التغذية سيحمل ندوب هذه المجاعة إلى الأبد.

اليمن على حافة الهاوية، يواجه أسوأ أزمة جوع في العالم بينما العالم يتفرج في صمت مطبق. التحسن الطفيف من 63% إلى 61% مجرد قطرة في محيط من المعاناة لا نهاية لها. د. محمد العميسي، الذي يعمل تحت القصف لإيصال المساعدات، يصرخ بيأس: "الوقت ينفد، والخيارات محدودة". هل سيصبح اليمن أول بلد يختفي من الجوع في القرن الحادي والعشرين؟ الإجابة في أيدينا جميعاً، والساعة تدق... تيك تاك... تيك تاك.

شارك الخبر