توج منتخب أوزبكستان بلقب كأس آسيا للناشئين تحت 17 سنة للمرة الثانية في تاريخه، بعد فوزه المثير على نظيره السعودي بنتيجة 2-0 في المباراة النهائية التي جرت على ستاد مدينة الملك فهد الرياضية بالطائف. المواجهة حملت قيمة خاصة للمنتخبين، حيث كان الأخضر السعودي يسعى للتتويج بلقبه الثالث بعد غياب دام 37 عاماً، بينما استهدف المنتخب الأوزبكي تكرار إنجاز 2012 حين نال اللقب الأول في تاريخه. اللقاء شهد مفارقة لافتة حين تمكن المنتخب الأوزبكي من تحقيق الفوز رغم إكماله المباراة بتسعة لاعبين فقط.
تفوق أوزبكستان رغم النقص العددي
قدم منتخب أوزبكستان ملحمة تكتيكية استثنائية رغم تعرضه لضربتين قاسيتين بطرد لاعبين قبل نهاية الشوط الأول. الطرد الأول كان من نصيب نوربيك سارسينباييف في الدقيقة 40 إثر تدخل عنيف على لاعب المنتخب السعودي عادل عياش، أعقبه طرد ثانٍ لميرازيز عبدالكريموف في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع بعد عرقلته للمهاجم صبري دهل المنفرد بالمرمى. وفقاً لما كشفته مجريات المباراة، تجلت قدرة المدرب الأوزبكي على إعادة تنظيم صفوف فريقه بشكل متقن رغم النقص العددي، مما أجبر المنتخب السعودي على مواجهة دفاع محكم التنظيم.
الفعالية الأوزبكية: الأهداف وتجسيد التحديات
أظهر المنتخب الأوزبكي فعالية هجومية استثنائية على الرغم من اللعب بتسعة لاعبين، حيث تمكن من استغلال الفرص المتاحة بشكل مثالي. وتشير التقارير الواردة من ستاد الطائف إلى أن الهدف الأول جاء من ضربة جزاء في الدقيقة 51 إثر لمسة يد على المدافع يزيد الدوسري داخل منطقة الجزاء بعد الرجوع لتقنية الفار، سددها محمد حكيموف بإتقان في الزاوية اليسرى. وبحسب محللين، أكدت القناة الناقلة للمباراة أن الضربة الحاسمة جاءت في الدقيقة 70 عندما أضاف صدر الدين حسنوف الهدف الثاني بعد هجمة مرتدة سريعة أنهاها بتسديدة أرضية متقنة مرت من بين قدمي الحارس العتيبي.
محاولات السعودية وانعكاس النتيجة
حاول المنتخب السعودي عبر المباراة استغلال النقص العددي في صفوف منافسه، وأشارت المتابعات الميدانية إلى أن المدرب ماريو دا سيلفا أجرى تبديلات هجومية بإشراك الوليد العوفي وثاري سعيد ومختار برناوي لتعزيز الضغط الهجومي. وكان الأخضر قريباً من تعديل النتيجة في الدقيقة 69 عندما سدد ثاري سعيد كرة قوية ارتدت لتصل إلى العوفي الذي صوبها نحو الزاوية العليا، لكن الحارس الأوزبكي تألق في إبعادها. وحسب ما ورد في التحليلات الفنية، فرض المنتخب السعودي سيطرته في الدقائق المتبقية، لكن الدفاع المنظم للأوزبكيين ويقظة حارسهم رستمجانوف حالا دون وصول المضيفين للشباك.
بهذا الإنجاز التاريخي، أكد منتخب أوزبكستان جدارته باللقب القاري للمرة الثانية، مسجلاً اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ البطولة. ما يثير الإعجاب هو قدرة المنتخب على مواصلة سلسلة انتصاراته في البطولة، حيث تجاوز الإمارات في ربع النهائي وأطاح بكوريا الشمالية في نصف النهائي قبل إسقاط المضيف في النهائي. الفوز يمنح الأوزبكيين دفعة معنوية هائلة استعداداً للمشاركة في كأس العالم للناشئين 2025 بقطر، حيث ستمثل المنتخبات الآسيوية المتأهلة قارتها في البطولة التي ستشهد لأول مرة مشاركة 48 منتخباً.