الرئيسية / مال وأعمال / خروج ميناء رأس عيسى بالحديدة عن الخدمة كلياً وتوقفه نهائياً عن استقبال سفن الوقود بعد اليوم !
خروج ميناء رأس عيسى بالحديدة عن الخدمة كلياً وتوقفه نهائياً عن استقبال سفن الوقود بعد اليوم !

خروج ميناء رأس عيسى بالحديدة عن الخدمة كلياً وتوقفه نهائياً عن استقبال سفن الوقود بعد اليوم !

نشر: verified icon مروان الظفاري 17 أبريل 2025 الساعة 11:15 مساءاً

بعد سلسلة من الغارات الأمريكية العنيفة التي استهدفته مؤخراً، بات ميناء رأس عيسى في الحديدة اليوم خارج الخدمة بشكل كامل وفقد قدرته على استقبال سفن الوقود، مما يضع المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أمام تحديات اقتصادية وإنسانية جديدة قد تفاقم من الأزمة المتصاعدة في البلاد.

الخلفية والتطورات الأخيرة:

يعتبر ميناء رأس عيسى أحد المنافذ البحرية الحيوية في اليمن، حيث كان يمثل شرياناً رئيسياً لاستيراد الوقود وتوزيعه في المناطق الشمالية. لكن هذا الدور تعرض لضربة قاصمة مع تكثيف الولايات المتحدة عملياتها العسكرية ضد منشآت الحوثيين البحرية. 

وكما أفاد الخبير الاقتصادي ماجد الداعري، فإن "سلسلة الغارات الأمريكية العنيفة التي استهدفت الميناء أخرجته عن الخدمة بالكامل"، مما يجعله غير قادر على أداء دوره الأساسي في استقبال ناقلات النفط.

هذه التطورات تأتي في سياق تصعيد أمريكي ملحوظ ضد منشآت الحوثيين الاستراتيجية، وسط تشديد الحظر البحري المفروض على الموانئ الخاضعة لسيطرتهم. 

وبحسب ما أشار إليه الداعري، فإن الميناء "أصبح غير قادر على استقبال سفن الوقود بعد هذه الضربات"، حتى في حال تمكنت أي سفينة من محاولة تجاوز الحظر الأمريكي المفروض على تلك الموانئ، مما يشير إلى حجم الأضرار الفادحة التي لحقت بالبنية التحتية للميناء.

التداعيات الاقتصادية المحتملة:

تنذر هذه التطورات بتداعيات اقتصادية وخيمة على المناطق الشمالية من اليمن. 

فمع خروج ميناء رأس عيسى عن الخدمة، توقع الخبراء انقطاعاً حاداً في إمدادات الوقود وارتفاعاً كبيراً في أسعاره بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. 

وقد أكد الداعري أن هذا الوضع سيؤدي إلى "ارتفاع قيمة الوقود بشكل مضاعف" في تلك المناطق، مما سيضيف عبئاً جديداً على كاهل اقتصاد منهك أصلاً.

ويمتد التأثير الاقتصادي ليطال مختلف القطاعات الحيوية التي تعتمد بشكل مباشر على الوقود، من النقل إلى الكهرباء والصناعة والزراعة. 

كما صرح بعض المحللين الاقتصاديين أن هذا التطور سيزيد من الضغط على الأسواق المحلية ويرفع تكاليف المعيشة، في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة يعاني منها اليمنيون منذ سنوات. 

ويتوقع أن تشهد أسعار السلع والخدمات ارتفاعاً متسارعاً نتيجة زيادة تكاليف النقل والتوزيع المرتبطة بنقص الوقود وغلائه.

الأثر الإنساني والاجتماعي:

لا يقتصر تأثير خروج ميناء رأس عيسى عن الخدمة على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يمتد ليشمل الوضع الإنساني والاجتماعي في المناطق المتضررة. 

وقد حذر الداعري من تداعيات هذا التطور على الوضع الإنساني، مشيراً إلى أن "ارتفاع أسعار الوقود ونقصه سيؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين وحركة السلع والخدمات". 

هذا النقص سيؤثر حتماً على إمدادات الطاقة للمستشفيات ومضخات المياه والمرافق الحيوية الأخرى.

وتفيد التقارير الميدانية أن السكان في مناطق سيطرة الحوثيين يستعدون بالفعل لمواجهة أزمة وقود خانقة، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يعاني أصلاً من واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

 ويُخشى أن يؤدي هذا الوضع إلى تقييد حركة المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى المحتاجين في المناطق النائية، مما قد يعمق من معاناة الملايين من اليمنيين الذين يعتمدون على هذه المساعدات في حياتهم اليومية.

مع توقف ميناء رأس عيسى عن استقبال سفن الوقود، يواجه اليمن منعطفاً جديداً في أزمته المتفاقمة. وبينما تستمر الضربات العسكرية وتشتد حدة الحصار، يبقى المدنيون هم الحلقة الأضعف في هذه المعادلة.

و سيتطلب تجاوز هذه الأزمة جهوداً استثنائية من جميع الأطراف المعنية لإيجاد بدائل لتأمين الوقود والمستلزمات الأساسية، مع ضرورة تحييد المنشآت المدنية والحيوية عن دائرة الصراع لتجنيب السكان المزيد من المعاناة في بلد مزقته الحرب لسنوات طويلة.

اخر تحديث: 19 أبريل 2025 الساعة 11:35 مساءاً
شارك الخبر