حظيت الحرب في اليمن باهتمام كبير على طاولة المفاوضات بين المملكة العربية السعودية وإيران، في سبتمبر الماضي والتي انعقدت بين مسؤولين ممثلين عن الجانبين داخل مطار بغداد الدولي في العاصمة العراقية.
ونقلت صحيفة "عربي بوست" عن مصادر مطلعة قولها، "أن الوفد الإيراني ذكر أنّهم ليس لديهم أي مانع من إيجاد تسوية في الملف اليمني، مؤكدين لهم أنّ على الرياض أن تمضي في عقد اتفاقية وتسوية سياسية تجمع كلاً من الحكومة الشرعية في اليمن من جانب وجماعة "أنصار الله" من جانب آخر، وتكون بحضور ورعاية سعودية-إيرانية".
إلى ذلك قال مصدر عراقي، مقرب من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي كان حاضراً هذه الجولة من المفاوضات، "إن القضية الأهم والأكبر في الاجتماع الأخير كانت كيفية إنهاء الحرب باليمن، وتقاسم السلطة".
وفي نفس السياق، قال مصدر أمني إيراني، كان حاضراً ضمن الوفد الإيراني برئاسة على شمخاني، "إن القيادة العليا في طهران أطلعت الحوثيين على رغبة الرياض في إنهاء الحرب، والتفاوض مع القادة الحوثيين، الذين أبدوا استعدادهم الكامل لحل هذه المسألة، ومن المتوقع أن يكونوا طرفاً في المفاوضات الإيرانية السعودية في المستقبل القريب".
ووفق موقع "عربي بوست"، لم توضح المصادر العراقية والإيرانية، لخطوات المحددة التي ناقشها الجانبان لحل أزمة اليمن، مكتفين بالقول إن هذه الخطوات بالتفصيل سيتم مناقشتها في الجولة القادمة من الحوار الإيراني السعودي. يقول مصدر دبلوماسي عراقي "الإيرانيون والسعوديون اتفقوا على الخطوط العريضة لخارطة الطريق لحل مسألة اليمن، لكن باقي التفاصيل ستتم مناقشتها في عواصمهم، ثم طرحها مرة أخرى في الجولة المستقبلية". وحضر المحادثات الأخيرة، على شمخاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وعادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، حيث ينذر بمزيد من التفاهمات، فيبدو أن كلا الجانبين مصمم على إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، وفق المصادر.
يأتي ذلك بعد سلسلة من الجولات التي عُقدت بين الجانبين في العاصمة العراقية بغداد، حيث أعلن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، في وقت سابق أن الرياض عقدت جولة رابعة من المفاوضات المباشرة مع إيران، في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، ولا تزال في مرحلتها "الاستكشافية"، وذلك خلال مؤتمر صحفي له في العاصمة السعودية مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.