رجح اقتصاديون أن تلجأ الصين إلى الخفض التدريجي لحيازاتها من سندات الخزانة الأمريكية إلى حوالي 800 مليار دولار من المستوى الحالي البالغ أكثر من تريليون دولار، بحسب تقرير لصحيفة حكومية صينية.
وقال التقرير الذي نشرته صيحفة "جلوبال تايمز" المدعومة من الدولة، إن العجز الفيدرالي المتضخم بالفعل في الولايات المتحدة يزيد من مخاطر تخلف واشنطن عن السداد، في حين تواصل إدارة ترامب هجومها الحاد على الصين.
الصين، وهي الآن ثاني أكبر حائز للديون الأمريكية في العالم بعد اليابان، بدأت التقليل بشكل منهجي وبعزم من حيازاتها من السندات الأمريكية في السنوات الأخيرة.
في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، تخلت الصين عن سندات خزانة أمريكية بقيمة 106 مليارات دولار. وعلى أساس سنوي، انخفضت حيازات الصين من السندات الأمريكية بنحو 3.4 في المائة بنهاية يونيو/ حزيران.
قال شي جونيانغ، الأستاذ في جامعة شنغهاي للمالية والاقتصاد:
ستخفض الصين تدريجيا حيازاتها من الديون الأمريكية إلى حوالي 800 مليار دولار في ظل الظروف العادية. لكن بالطبع، قد تبيع الصين جميع سنداتها الأمريكية في حالة قصوى، مثل الصراع العسكري.
أوضح الخبراء أن أحد أسباب بيع السندات هو شعور بكين بقلق متزايد بشأن المخاطر المحتملة وراء ارتفاع مستوى الديون في الولايات المتحدة.
قال مكتب الميزانية بالكونغرس الأمريكي، يوم الأربعاء، إن حجم الدين الذي أصدرته الحكومة الأمريكية سيصل إلى نحو 98 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي هذا العام، وهو مستوى لم يشهده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية - وهو أعلى بكثير من مستوى الأمان المعترف به دوليًا البالغ 60 في المئة.
قال تشو ماوهوا، المحلل في بنك إيفربرايت: "عدم التخلف عن السداد من قبل لا يعني أنها لن تتخلف عن السداد في المستقبل، والمخاطر تتراكم مع تضخم الديون وتراجع التوقعات الاقتصادية في الولايات المتحدة".
من ناحية أخرى، فإن ارتفاع الديون الأمريكية وسط ركود كبير سيدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى التمسك بسياسة نقدية فضفاضة للغاية لتحفيز الاقتصاد وزيادة الضرائب.
وقال تشو إن هذا سيؤدي إلى انخفاض عائدات الدولار، ما يجعل الاستثمار في الأصول الأمريكية أقل جاذبية لحاملي السندات بما في ذلك الصين