على مدار الأشهر القليلة الماضية ومع تفشي جائحة كورونا كانت صناعة الدراجات الهوائية على موعد مع تحول جذري في تاريخ الصناعة وسط إقبال تاريخي غير مسبوق على استخدامها في وقت كان الناس فيه ينأون بأنفسهم عن استخدام وسائل المواصلات العامة خوفا من العدوى بالفيروس القاتل.
ولكن القفزة الكبيرة في المبيعات التي شهدتها أسواق الدراجات الهوائية على مدار الأشهر القليلة الماضية تواجه حجر عثرة يتمثل في نقص شديد بالمعروض مع تراجع إنتاج المصانع وعدم قدرتها على تلبية الطلب المتنامي من الأشخاص الباحثين عن الأمان في تنقلاتهم.
ويشير تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن عديد معارض الدراجات الهوائية حول العالم تعاني من عدم تلبية الطلب ما حدى بها بوضع قوائم انتظار على غرار ما كان يحدث في أسواق السيارات قبيل الجائحة وهو حدث نادر لم تعرفه صناعة الدراجات الهوائية في تاريخ الصناعة الذي بدأ قبل عقود من الآن.
وقبل نحو نصف قرن من الآن كان إنتاج السيارات يسير جنبا إلى جنب مع إنتاج الدراجات الهوائية إذ تشير بيانات "وورلد ميتر" إذ كان العالم ينتج حينها 20 مليون سيارة ونفس العدد للدراجات تقريبا كل عام فيما بدأت صناعة الدراجات الهوائية في الازدهار منذ بدء القرن الجديد مع إنتاج نحو 100 مليون دراجة هوائية سنويا مقابل نحو 42 مليون سيارة فقط.
وتشير بيانات "Statista" إلى أن حجم سوق صناعة الدراجات الهوائية حول العالم سيبلغ نحو 65 مليار دولار بحلول العام 2020 مقارنة مع نحو 40 مليار دولار قبل نحو عقد من الآن، فيما يقول محللون لصحيفة "فايننشال تايمز" إن حجم الصناعة قد يتضاعف خلال السنوات القليلة المقبلة.
وفي البلد العاشق للدراجات الهوائية، فرنسا، ارتفعت حجم المبيعات نحو 350% على أساس سنوي منذ مطلع العام حتى مايو الماضي في وقت كانت به جائحة كورونا تأكل الأخضر واليابس بالقارة العجوز بحسب بيانات Foxintelligence التي نشرتها الصحيفة.
وحتى الدراجات الهوائية الفارهة تضاعف الطلب عليها أيضا بحسب ما ذكره تجار في السوق للصحيفة والذين أشاروا إلى وجود قوائم انتظار لديهم بالآلاف في وقت لا تستطيع به المصانع تلبية كافة الطلبات التي يقدمها التجار إليهم.
وقال لي كاتز، أحد تجار الدراجات الهوائية في ولاية شيكاغو الأميركية،" أعمل في هذا المجال منذ نحو 55 عاما لقد اختفت من معرضي كافة الدراجات الهوائية التي يبلغ سعرها أقل من 1000 دولار. بيعت بالكامل. على مدار عملي في هذا المجال لم أشهد ما يحدث الآن... هذه مرحلة فارقة في تاريخ صناعة الدراجات ليست في الولايات المتحدة فقط ولكن في العالم بأسره".
وفي لندن، لم تسطع شركة Brompton العريقة في مجال تصنيع الدراجات الهوائية تلبية الطلب المرتفع على منتجاتها رغم ارتفاع أسعارها إذ لا يقل سعر درجتها بأي حال من الأحوال 1000 جنيه إسترليني ما حدا بالشركة بزيادة ساعات الإنتاج في مصنعها لتلبية الطلب الكبير.