الرئيسية / تقارير وحوارات / زحمة في حفلات الأعراس خلال أيام العيد في اليمن
زحمة في حفلات الأعراس خلال أيام العيد في اليمن

زحمة في حفلات الأعراس خلال أيام العيد في اليمن

25 أغسطس 2012 12:55 صباحا (يمن برس)
رضخ الشاب هارون عمر، المقيم في صنعاء، لإصرار عائلته إذ قرر منذ شهور إقامة حفل عرسه خلال إجازة عيد الفطر المبارك "لتكون فرحة العيد فرحتين"، على حد تعبيره.

ويقول عمر وهو شاب في مطلع العشرينات، "إن أفراد أسرتنا متفرقون، منهم من يعيش في صنعاء ومنهم من يعيش في عدن، ومن الصعب ترك الأعمال وإقامة حفل الزفاف في غير أيام العيد. لذلك ومن حرصنا على حضور جميع أفراد الأسرة، أقمنا عرسي وعرس أبن عمي أيضا بعد عيد الفطر مباشرة [ 22 آب/أغسطس]".

وبحسب العاملين في مجال الأعراس، فإن تحديد موعد العرس ليتزامن مع موعد الأعياد أمر شائع في اليمن.

ويقول رجل الأعمال علي الآنسي الذي يملك عدة صالات أفراح، "إن الصالات جميعها محجوزة خلال أيام العيد منذ أكثر من ثلاثة أشهر".

ويلفت إلى أن هناك أسر جاءت إليه طالبة منه أن يلغي حجوزات سابقة لديه ويستبدلها بحجز لعرس أحد أبنائها، مقابل زيادة في مبلغ إيجار الصالة، إلا أنه رفض ذلك.

وفي هذا الصدد، يقول الباحث في الشؤون الاجتماعية في جامعة صنعاء، طارق الزريقي، في حديث للشرفة "إن فرحة العيد وطول الإجازة في اليمن وفراغ الناس من أية أعمال يغري كثيرا من الأسر لإقامة حفلات الأعراس لأبنائها في هذه الفترة".

والهدف الرئيسي من وراء ذلك، وفقا للزريقي، هو حضور أكبر عدد من المدعوين وعدم إتاحة المجال أمامهم للاعتذار عن عدم الحضور.

ولا بد من أن رخص أسعار القات يشكل عاملا إضافيا في تركيز الأسر على إقامة أفراحها في هذه الأيام، إذ ان إكرام الضيف بمأدبة الغداء وبعدها بالقات هو البرتوكول الرئيسي في إقامة حفلات الأعراس في اليمن، وفق الزريقي الذي لفت إلى تفاخر بعض الأسر في هذه المناسبة والتبذير في إقامة الولائم.

نشاط متزايد للمهن المرتبطة بإقامة الاعراس
من جانب آخر، يترافق مع فرحة العرس تنشيط لعدد من المهن المرتبطة بإقامة حفلات الأعراس، مثل تأجير صالات الأفراح وفساتين العرائس ومراكز الصوتيات، إضافة إلى المنشدين والعازفين على آلة المزمار.

ويقول الزريقي "إن الإقبال الكبير على إقامة الأعراس في أيام العيد والإجازة يؤدي إلى رفع تكاليف الخدمات المرافقة بشكل كبير".

ويوافقه المنشد الديني مرتضى زبيد الذي يقول في حديث للشرفة "سأحيي ثلاثة أعراس خلال إجازة عيد الفطر المبارك وإقبال الناس في وقت واحد على إقامة مناسباتهم يجعل أسعار الخدمات ترتفع".

من جانبه، يلفت خالد العجل، صاحب مركز تصوير وتوثيق للحفلات، إلى أن البعض يستغل "جنون الناس وتعلقهم بإقامة حفلات الأعراس في وقت محصور ليحتكر الخدمات التي يقدمها وزيادة أسعارها".

وقام العجل خلال هذه الفترة بتزويد مركزه بكاميرات إضافية من أجل الوفاء بكل الحجوزات لديه والتي تركزت هذا الموسم بيوم الخميس، 23 آب/أغسطس، سواء في الريف أو المدينة، لافتا إلى أن موظفيه يعملون بكامل طاقاتهم.

ويعتبر أستاذ علم الاجتماع في جامعة صنعاء، عبد الحكيم الشرجبي، أن زيادة عدد الأعراس في فترة العيد تأتي لاعتبارات اجتماعية، أهمها الحرص على جمع الأصحاب والأقارب، خصوصا من يعمل منهم في المدينة طوال العام ويذهب إلى القرية في فترة العيد فقط.

ويضيف للشرفة "إن المجتمع اليمني بطبيعته هو مجتمع مضياف يحرص على حضور أكبر قدر ممكن من الضيوف في المناسبات، خصوصا مناسبة الأعراس".
شارك الخبر