الرئيسية / تقارير وحوارات / حارس "الأيام" بعد 5 سنوات سجن: قضيتي كانت من تدبير حاكم صنعاء لاستهداف باشراحيل
حارس \"الأيام\" بعد 5 سنوات سجن: قضيتي كانت من تدبير حاكم صنعاء لاستهداف باشراحيل

حارس "الأيام" بعد 5 سنوات سجن: قضيتي كانت من تدبير حاكم صنعاء لاستهداف باشراحيل

18 أغسطس 2012 01:42 مساء (يمن برس)
يعاني المرقشي، في السجن المركزي بصنعاء، حالة صحية حرجة، حسب التقارير الطبية التي أكدت أن المريض يحتاج إلى عناية مركزة، كونه يعاني من فشل في القلب وفشل كلوي وسوء في التنفس، وغيرها من الأمراض. إلا أن ذلك لم يشفع له لإخراجه إلى مستوصف أو مستشفى خاص، واكتفت إدارة السجن بوضعه في المركز الطبي الخاص بالسجن، الذي لا يملك مقومات عيادة صغيرة.

مستوصف السجن المركزي أثناء دخولنا إليه لم نجد فيه أي أجهزة أو معدات طبية غير جهاز يقيس الضغط، وهو لطبيب "بيطري" يدعي أنه دكتور، ويمر مرور الكرام ليضع ذلك الجهاز على يد المريض، وبعد إكماله قياس الضغط يكتفي بإخبار المريض أن حالته الصحية جيدة بعكس ما تقوله التقارير الطبية التي وصفها أطباء أخصائيون وأثبتت أن حالة المريض خطيرة.

يقول احمد عمر العبادي إن الكرامة ليست وحدها ما يفتقدها السجين اليمني، فكل شيء في السجن مباح ومنتهك من قبل السجانين وممتلكي القرار، فهم ينتهكون كل شيء بلا استثناء.

ومع أن المرقشي يشكر كثيراً قيادة السجن، يبدو واضحا أن هناك من يحاول العبث بحياته وتعريضه للكثير من الأحداث التي تستهدف سلامته.

يشكو المرقشي من تمييز يحصل بين السجناء، ويقول إن هناك سجناء كثيرين تم تهريبهم ويتبعون "أنصار الشريعة" وكذلك "الحوثيين"، ومجموعة أخرى من السجناء متهمين بجرائم كبيرة. وبرغم عدالة قضية حارس "الأيام" إلا أنه حبيس السجن حتى هذه اللحظة.

5 أعوام وأزيد والمرقشي معتقل في سجون صنعاء على ذمة الدفاع عن النفس والعرض حين هاجم مجموعة من مسلحي النظام دار رئيس وناشر صحيفة "الأيام"، هشام باشراحيل، ليراد له إن يوضع في السجن دون أي مسوغ قانوني.

دليل قاطع على براءة  حارس "الأيام"، كما يقول لـ"يمنات ": "أثناء الجلسات في النيابة طلب القاضي أن يحضر الطرف الثاني بالقضية، صلاح طارق المصري، وإصراره على ذلك يعتذر المحامي عن حضور موكله بحجة وضعه الصحي وأنه لا يستطيع حضور الجلسة. بعد سبع جلسات متتالية قال القاضي إنه سيذهب إليه ليزوره في المستشفى. ولكون الأمر مجرد افتراء وكذب تم مغالطة الموضوع واحتج بعض حاضري الجلسات ليقوموا بالخروج من المحكمة. وبعد تلك الجلسة تم تغيير القاضي بقاض آخر".

في 2010 حكمت محكمة جنوب غرب أمانة صنعاء بإعدام حارس "الأيام" بعد 26 جلسة، وبعد عجز المحكمة عن إحضار الخصوم (الطرف الثاني في القضية) ولو لمرة واحدة، وهم يمتلكون محلات "صرافة" لا تبعد سوى عشرات الأمتار من مقر المحكمة.

كما أن التقارير الطبية والتكنيك الجنائي أثبتت أن الإصابة التي تعرض لها المجني عليه في حادثة الاعتداء على منزل رئيس صحيفة "الأيام" كانت من الخلف، أي من الجهة المعاكسة التي كان يقف فيها احمد عمر المرقشي.

تعرض المرقشي لعدد من محاولات الاغتيال حين أخرج لجلسة من جلسات المحكمة التي كانت مدبرة له، لكون الجلسة كانت في يوم آخر.

وصل السجين المرقشي برفقة العسكر إلى قاعة المحاكمة ووجد نفسه وحيداً دون قاض أو نيابة عامة أو محامين، ومن حسن حظه كما يقول كانت هناك فتاة دخلت إلى القاعة هي وأخوها الصغير يسألان عن القاضي، فأجاب المرقشي بأنه لا يعرف. بعدها مباشرة تم إطلاق النار على المرقشي وأصيب حينها أخو تلك الفتاة لتصرخ بأعلى صوتها أن العسكر قتلوا أخاها، وحين حضر الناس استجابة للصراخ استغرب القاضي الربيعي كيف تم ذلك، وقال إنه لم يأمر أحدا بإحضار المرقشي لتلك الجلسة.

 وكان واضحا أن الأمر مخطط لاغتيال المرقشي. وبنفس اليوم طلب احمد عمر من القاضي أن يسجل حادثة محاولة اغتياله وكررها في عدد من الجلسات؛ ولكن دون جدوى، ليمر الأمر بعدها مرور الكرام، وكأن شيئا لم يحدث.

يروي المرقشي قصته وكثير من الألم والحزن ظاهر عليه؛ ولكن وجهه المتبسم وأمله الكثير بعدالة قضيته وبراءته تمنحه الكثير من الصبر حيال ما يحدث له بشكل يومي من سوء معاملة وحالته الصحية التي تدنيه من الموت.

يثق المرقشي ببراءته التامة من أي تهمة موجهة إليه، ويقول إن النيابة استدعته ليشهد حول الحادثة التي تعرض لها منزل الناشر باشراحيل، ولكنه بعدها لم يعد حتى الآن، ويؤكد أن كل التهم الموجهة إليه هي من تدبير الحاكم وأن كل ما أقدم عليه كان  دفاعا عن النفس وعن العرض، فهناك معتدون حاولوا اقتحام منزل باشراحيل وقاموا بمداهمة البيت أكثر من مرة وإطلاق الرصاص الحي على المنزل في أكثر من مناسبة.

 ويؤكد أن الحادث كان استهدافاً مباشراً لناشر "الأيام" الصحيفة الجنوبية التي أراد نظام صنعاء القضاء عليها بسبب تغطيتها لفعاليات الحركة الاحتجاجية في جنوب البلاد (الحراك الجنوبي).

أثناء زيارتنا للمرقشي حصلنا على وثائق من العيادة الصحية تثبت خطورة حالته الصحية وتثبت أن المستوصف لا يملك أي مقومات للعلاج. وتقول أسرة العبادي إن الدكتور الذي يعمل هناك هو بيطري وليس أخصائيا.

وأوضحت الأسرة في بلاغها قائلة: "إن والدنا يعاني من تدهور حالته الصحية نتيجة سنوات السجن التعسفي في سجون صنعاء بدون ذنب أو جريمة مما استدعى مؤخرا نقله إلى غرفة التمريض بمستوصف السجن؛ ولكن بدلا من تقديم الرعاية الصحية اللازمة له فوجئ بإدارة السجن تزج بأربعة من الإثيوبيين المصابين بمرض "الإيدز" معه في ذات الغرفة الصغيرة بغرض نقل العدوى إليه.

وقال نجل المرقشي لـ"يمنات" إن "النظافة غائبة في السجن  ووجود مرضى بالإيدز حتما سيؤدي إلى انتقال المرض إلى والدنا، خصوصاً بعد تدهور وضعه الصحي بسبب الحالة النفسية التي يعاني منها".

ووجهت أسرة المعتقل أحمد عمر العبادي نداء استغاثة عاجل تخص فيها منظمات حقوق الإنسان العاملة في اليمن والمنظمات العربية والدولية طالبت فيه بسرعة إنقاذه من هذه الجريمة المدبرة له، محملة إدارة السجن المسؤولية الكاملة عن سلامته وحياته.

يواجه المرقشي الحكم بالإعدام، وسبق أن وجهت منظمة العفو الدولية نداء استغاثة إلى كل المنظمات الحقوقية والإنسانية والجهات الفاعلة في اليمن ناشدتها فيه توجيه رسائل تنديد واعتراض إلى الحكومة اليمنية بهدف وقف تأييد حكم إعدام صادر بحق الحارس الشخصي لرئيس تحرير صحيفة "الأيام" احمد عمر العبادي المرقشي.

جاء ذلك في بيان صادر عن المنظمة نشرته على موقعها الالكتروني قالت فيه إن حياة احمد عمر العبادي المرقشي في خطر في حال قامت المحكمة العليا في اليمن بتأييد حكم صادر بالإعدام أصدرته محكمة الاستئناف بالعاصمة اليمنية صنعاء في يونيو العام الماضي.

واعتقل المرقشي في فبراير من العام 2008 عقب قيام جماعة مسلحة بشن هجوم مسلح على منزل ناشر صحيفة "الأيام"، هشام باشراحيل، في العاصمة اليمنية صنعاء.

وقتل في الهجوم شخص أثبتت التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة ووفق أقوال الشهود أنه قتل بإطلاق رصاص من الخلف؛ إلا أن الحكومة اليمنية السابقة أصرت على أن القاتل هو حارس صحيفة "الأيام" في قضية وصفت بأنها سياسية صرفة.

*ماجد الشعيبي
شارك الخبر