تراجعت أسعار النفط الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في التاريخ، حيث لا زالت المخاوف بشأن تراجع الطلب بسبب جائحة فيروس كورونا تخيم على معنويات المتعاملين في سوق العقود الآجلة.
عقود "نايمكس" الآجلة تسليم شهر مايو، التي تنتهي صلاحيتها يوم الثلاثاء، كانت الأكثر تضرراً، حيث كان التباين في الأداء عن العقود الآجلة للشهر اللاحق وكذلك عقود خام "برنت" جليًا للغاية، إذ لم تتراجع هذه العقود بهذا الشكل الحاد.
وخلال تداولات اليوم، وقبل لحظات من الإغلاق، تراجع عقود شهر مايو للخام الأمريكي المعروف بـ"نايمكس" أو"غرب تكساس الوسيط" بنسبة 92% أو ما قدره 16.75 دولار للبرميل لتسجل 1.40 دولار، وهو أدنى مستوى على الإطلاق، بحسب شبكة "سي إن بي سي".
هذا السعر أيضًا هو أقل بنحو النصف من متوسط سعر علبة السجائر في الولايات المتحدة، وفقًا لموقع "نومبيو" المتخصص في الإحصاء ورصد أسعار المستهلكين حول العالم.
وفي الوقت نفسه، تراجع خام برنت القياسي العالمي، الذي انتقلت تداولات بالفعل إلى عقد يونيو/ حزيران، بنسبة 5.6% إلى 26.49 دولار للبرميل. أما عقود خام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو/ حزيران، والتي تنتهي صلاحيتها في التاسع عشر من الشهر القادم، فتراجعت بنسبة 10% فقط إلى 22.54 دولار للبرميل.
وكان الجزء الأمامي من "منحنى" أسعار العقود الآجلة للنفط، والذي يعبر عن عقود مايو/ أيار، هو الأكثر تضرراً لأنه يعبر عن شحنات النفط المقرر تسليمها الشهر القادم وهو تاريخ يعتقد أن معظم البلاد (أمريكا) ستظل مغلقة فيه بسبب فيروس كورونا.
هذا الخوف إلى جانب القلق الرئيسي من تخمة المعروض العالمي المدعومة بوجود مخزونات كبيرة لدى البلدان، كانت سببًا في تدافع المتداولين في السوق لبيع حيازاتهم من هذه العقود بشكل هلعي، ما دفعها للهبوط الحاد بهذا الشكل. هناك طلب قليل على البنزين من قبل المصافي، وصهاريج التخزين في الولايات المتحدة امتلأت بالكامل تقريبًا.
الفارق السعري بين عقدي مايو/ أيار ويونيو/ حزيران - المعروفين بالشهر الأول والشهر الثاني - هو الآن الأوسع في التاريخ، ويقول المحللون إن "هذه ظاهرة بسبب انتهاء عقد الشهر الأول إلى جانب الانخفاض التاريخي في النفط الخام". وجه وباء كورونا ضربة قاسية للنشاط الاقتصادي في جميع أنحاء العالم وقلص الطلب على النفط. وبينما أنهت أوبك وحلفاؤها المنتجون للنفط اتفاقًا تاريخيًا في وقت سابق من هذا الشهر لخفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا اعتبارًا من الشهر القادم، يجادل الكثيرون بأنه لا يزال غير كافٍ لمواجهة التراجع في الطلب وجاء متأخرًا.
حذرت وكالة الطاقة الدولية، على سبيل المثال ، في تقريرها الشهري الذي يراقبه المتداولون عن كثب، أن الطلب في أبريل/ نيسان قد يتراجع 29 مليون برميل يوميًا مما كان عليه قبل عام، ليصل إلى المستوى الذي شوهد آخر مرة في عام 1995.