توفي مدير المخابرات العامة المصرية السابق عمر سليمان الذي كان ضمن الدائرة الضيقة المقربة من الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك يوم الخميس في الولايات المتحدة إثر اصابته بأزمة قلبية. وتوفي سليمان عن عمر 76 عاما.
اشتهر سليمان بلقب "الصندوق السود" لدوره كأحد أقرب مستشاري مبارك الموثوق بهم فضلا عن كونه الشخصية المحورية في عمليات تسلم المقاتلين المصريين من العراق وأفغانستان حيث سلمت الولايات المتحدة محتجزين لمصر لاستجوابهم. وقالت جماعات حقوقية انه كان ضالعا في عمليات تعذيب واسعة النطاق ضد المحتجزين.
وكان سليمان شخصا غامضا وإن كان قام بدور معلن في العلاقات المصرية مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين. وباعتباره من أكثر الناس الذين وثق بهم مبارك ربما يكون أخذ معه إلى القبر كثيرا من أهم أسرار حكم الرئيس السابق.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية ان سليمان توفي نتيجة أزمة قلبية مفاجئة بعد اصابته بمشكلات في القلب والرئة. وقال حسين كمال مساعد سليمان إن الترتيبات جارية لنقل جثمانه إلى مصر حيث سيدفن.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ياسر علي قوله إنه سيتم تنظيم جنازة عسكرية لسليمان وفقا للبروتوكولات العسكرية.
وغاب سليمان لأكثر من عام عن الأضواء بعد سقوط مبارك الذي عينه في منصب نائب الرئيس في محاولة لإنهاء ثورة الربيع العربي في مصر التي هددت حكم الرئيس السابق الذي استمر 30 عاما.
لكن تلك المناورة فشلت حين رفضت الحشود التي طالبت برحيل مبارك التنازلات السياسية التي عرضها سليمان لتهدئة الاحتجاجات.
واستاء كثير من المتظاهرين لقول سليمان إن المصريين غير مؤهلين بعد للديمقراطية وهي تصريحات سقط مبارك بعدها بأيام.
وأثار سليمان استياء النشطاء من جديد حين سعى للترشح لانتخابات الرئاسة في ابريل نيسان. لكن مسعى سليمان لم ينجح حين قالت لجنة الانتخابات الرئاسية إنه لم يحصل على العدد الكافي من المؤيدين لترشحه في إحدى المحافظات.
وكان سليمان قال قبل إبطال ترشحه إنه سيعيد الأمن الداخلي وينهي الاضطراب السياسي الذي تلا سقوط مبارك.
كما وجه انتقادات لبروز جماعة الإخوان المسلمين التي قاومها مبارك طويلا. وقال لرويترز إن كثيرا من الناس يشعرون بأن الدولة سيسيطر عليها الإخوان المسلمون الذين هيمنوا على البرلمان والذين يريدون تشكيل الحكومة والحصول على منصب رئيس الدولة - كما قال.
وقال مسؤول رفيع في المخابرات المصرية طلب عدم نشر اسمه إنه تحدث مع صهر سليمان الذي أكد وفاته. وأكدت النبأ أيضا وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ورأس سليمان المخابرات المصرية منذ عام 1993 ولعب دورا دبلوماسيا بارزا في علاقات مصر مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية والولايات المتحدة.
وتردد اسم سليمان كخليفة محتمل لمبارك لكن معظم المصريين كانوا يعتقدون ان الرئيس السابق سيتمسك بالمنصب لآخر العمر أو يعمل لتسليمه لابنه الأصغر جمال.
وقال أحد المقربين من سليمان إنه غادر البلاد مع أقارب له الشهر الماضي إلى أبو ظبي.
وقال أشرف الشاذلي وهو محام يبلغ من العمر 35 عاما "كان رجلا قويا في نظام ميارك. الآن هو بين يدي الله ولذلك لا يمكن أن تحاسبه."
ووصفته حكومة تسيير الأعمال في بيان نشره موقع لصحيفة الأهرام على الإنترنت بأنه وطني وشريف.
لكن آخرين خالفوا هذا الرأي قائلين إن سليمان كان من الصفوة الحاكمة التي مارست الاعتقال والتعذيب ضد معارضين للحكم.