الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: الريال اليمني يحقق استقراراً مفاجئاً رغم الأزمة - أسعار اليوم تكشف المفاجأة!
عاجل: الريال اليمني يحقق استقراراً مفاجئاً رغم الأزمة - أسعار اليوم تكشف المفاجأة!

عاجل: الريال اليمني يحقق استقراراً مفاجئاً رغم الأزمة - أسعار اليوم تكشف المفاجأة!

نشر: verified icon مروان الظفاري 14 ديسمبر 2025 الساعة 12:05 مساءاً

في تطور مذهل يخفي خلفه مأساة حقيقية، تشهد اليمن واقعاً نقدياً لا يصدق: نفس الدولار الأمريكي الواحد يُشترى بـ534 ريالاً في صنعاء أو بـ1617 ريالاً في عدن - فجوة مدمرة تصل إلى 203% في بلد واحد! بينما يحتفل البنك المركزي في عدن بـ"الاستقرار" النسبي للريال اليمني، تختفي خلف هذا العنوان المطمئن حقيقة صادمة: اليمن تعيش اليوم بعملتين منفصلتين في جسد وطن واحد ممزق.

تكشف أرقام السوق اليوم كارثة اقتصادية حقيقية تضرب ملايين اليمنيين في صميم معيشتهم اليومية. فبينما يدفع مواطن في صنعاء 534 ريالاً لشراء دولار واحد، يضطر نظيره في عدن لدفع 1617 ريالاً لنفس الدولار - خسارة فادحة تقدر بـ1,100 ريال على العملة الواحدة! محمد العبسي، موظف حكومي في صنعاء، يروي مرارة هذا الواقع: "راتبي الذي كان يكفيني شهراً كاملاً، لا يكاد يكفي أسبوعاً الآن بعد ارتفاع أسعار السلع المستوردة." هذا الانقسام النقدي المرعب حول القوة الشرائية للمواطن اليمني إلى لعبة جغرافية قاسية.

جذور هذه المأساة تعود إلى تحول السياسة النقدية إلى سلاح في الصراع اليمني المستمر منذ سنوات. فمع سيطرة قوى مختلفة على مناطق متباينة، تفككت الوحدة النقدية التي كانت رمز الوحدة الوطنية. الوضع الحالي يذكرنا بانقسام ألمانيا خلال الحرب الباردة، حيث عاش الألمان بعملتين مختلفتين لعقود. د. أحمد المخلافي، الخبير الاقتصادي، يحذر قائلاً: "نحن أمام تكريس لواقع اقتصادي منقسم قد يستمر لسنوات، مما يهدد بتحويل اليمن فعلياً إلى دولتين اقتصادياً."

المأساة الحقيقية تكمن في تأثير هذا الانقسام على الحياة اليومية لعشرات الملايين من اليمنيين. عبدالله، تاجر يتنقل بين المناطق، يصف معاناته: "أصبح السفر من صنعاء إلى عدن كالسفر إلى دولة أخرى - أحتاج لتحويل أموالي وأفقد ثلثي قيمتها في الطريق." هذا الواقع القاسي يعني أن مئات الآلاف من الأسر اليمنية محاصرة في دوامة فقر متفاقمة، حيث تتآكل مدخراتهم يومياً أمام لعبة الأرقام الجغرافية المرعبة. السيناريو المتوقع ينذر بكارثة اجتماعية، حيث تشير التوقعات إلى أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى انهيار كامل للطبقة المتوسطة اليمنية.

بينما تتحدث التقارير عن "استقرار" نسبي، تبقى الحقيقة المرة واضحة: اليمن يعيش أكبر تجربة انقسام نقدي في التاريخ الحديث. مستقبل الوحدة النقدية اليمنية معلق على خيط رفيع مرتبط بإمكانية التوصل لحل سياسي شامل. النصيحة الوحيدة للمواطن اليمني اليوم: تجنب الاحتفاظ بمبالغ كبيرة والتحويل السريع للعملات الصعبة. السؤال المصيري يبقى: كم من الوقت يمكن لوطن واحد أن يعيش بقلبين نقديين مختلفين دون أن ينزف حتى الموت اقتصادياً؟

اخر تحديث: 14 ديسمبر 2025 الساعة 10:00 مساءاً
شارك الخبر