أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بيت حانون شمال قطاع غزة منطقة منكوبة عقب ارتكاب قوات الاحتلال مجزرة فيها خلفت عشرين شهيدا وأكثر من 45 جريحا معظمهم من النساء والأطفال، مدينا الصمت الدولي. ومن جانبه دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) فصائل المقاومة للرد، مطالبا بتشكيل محكمة دولية لجرائم الحرب تحاكم قادة إسرائيل. وفي مؤتمر صحفي عقده بغزة أعلن عباس الحداد ثلاثة أيام ووصف بيت حانون بـ "الشهيدة". وندد بالمجزرة "الحقيرة والبشعة" مدينا "الصمت الدولي وكل من يبرر لإسرائيل هذه الأفعال" ومطالبا المجتمع الدولي والعربي بوضح حد "للعربدة الإسرائيلية". واتهم رئيس السلطة إسرائيل "بتدمير كل فرص السلام" محملها كل النتائج. لكنه في نفس الوقت اعتبر أن الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية باتجاه إسرائيل تعطيها "ذريعة لارتكاب مزيد من المجازر". ورغم ذلك طالب عباس بتعزيز الحوار الوطني الفلسطيني، واستمراره لمواجهة الهجمة الإسرائيلية. ويأتي هذا الموقف بعد إعلان هنية، عبر الجزيرة، وقف محادثات تشكيل حكومة الوحدة وتنسيق الجهود مع عباس لتفعيل الجهود لوقف المجازر الإسرائيلية ونزف الدم الفلسطيني. وطالب رئيس الحكومة، في تصريح للجزيرة، مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة فورية لوقف المجازر الإسرائيلية. ودعا إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال. كما طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة لمتابعة ما يجري من عدوان ومجازر. كسر الحصار وطالب هنية الجامعة العربية باتخاذ قرار عملي لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، والخروج من دائرة الصمت والاحتجاج. كما دعا الشعوب العربية إلى الضغط على حكوماتها وقادتها لرفع هذا الحصار. وفي نفس السياق دعا رئيس المكتب السياسي لحماس القادة العرب لاتخاذ قرار جريء بكسر الحصار ورفض الضغوط الأميركية، مطالبا الشعوب العربية والإسلامية بالتحرك في هذا الاتجاه. وطالب مشعل بتشكيل محكمة جرائم حرب دولية لمحاكمة قادة "العدو" كمجرمي حرب ارتكبوا جرائم بحق الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم "إيهود أولمرت وعمير بيرتس ودان حالوتس وأفيدور ليبرمان" مشيرا إلى أن "جرائم الصهاينة فاقت جرائم النازية". كما أوضح أن إدانة المجزرة ستكون بالفعل لا بالقول، داعيا الأجنحة العسكرية للفصائل إلى الرد. واعتبر أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع لاستمرار استهدافها الفلسطينيين. وقد أدانت كافة الفصائل مجزرة بيت حانون، ودعت أجنحتها المسلحة إلى الرد بعلميات فدائية داخل الخط الأخضر. وقال مراسل الجزيرة في غزة إن المواطنين بالقطاع خرجوا في مسيرات عفوية احتجاجا على المجزرة، فيما دعت حماس وفتح إلى مسيرات حاشدة للتنديد بالمجزرة تترافق مع تشييع جثامين الشهداء. المجزرة وفوجئ أهالي بيت حانون فجر اليوم بعشرات القذائف التي أطلقتها مدفعية الاحتلال تنهمر على المناطق السكنية، موقعة 20 شهيدا وأكثر من 45 جريحا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ. وقال مراسل الجزيرة في غزة إن 13 فلسطينيا من عائلة واحدة استشهدوا بينهم سبعة أطفال. وفيما يحاول الفلسطينيون لملمة جراحهم في بيت حانون واصل الاحتلال عملياته في جباليا المجاورة. وأفاد مراسل الجزيرة أن فلسطينيا استشهد وأصيب أربعة آخرون بقصف شرق البلدة، فيما يحاصر جنود الاحتلال مقاومين اشتبكوا معهم بعد إطلاقهم صواريخ على عسقلان وسديروت ومناطق أخرى ردا على المجزرة. وتزامنا مع مجزرة بيت حانون، اغتالت قوات الاحتلال في بلدة اليامون غربي جنين بالضفة الغربية أربعة من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ومواطنا خامسا فجر اليوم. وأوضح مراسل الجزيرة في جنين أن وحدة إسرائيلية خاصة تسللت إلى القرية واشتبكت مع المقاومين وأصابتهم بجروح "ثم اقتادتهم إلى منزل مجاور وأعدمتهم رميا بالرصاص" واعتقلت شهودا على ذلك. وقد اعترفت إسرائيل بقصف بيت حانون لكنها أكدت مواصلة العمليات العسكرية في غزة، إلا أن وزير الدفاع أمر بوقف القصف إلى حين الانتهاء من التحقيق بالهجوم، فيما أعرب رئيس الوزراء إيهود أولمرت عن أسفه لمقتل نساء وأطفال بالقصف، وعرض تقديم مساعدة إنسانية للجرحى. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أن التحقيق الأولي داخل الجيش الإسرائيلي يظهر أن الجندي الذي قصف بيت حانون "أخطأ" في تقدير الهدف المراد قصفه بمسافة كيلو متر واحد وفي رواية أخرى بنصف كلم. وتأتي مجزرة بيت حانون بعد قرابة عشرة أيام من عملية غيوم الخريف العسكرية بالمنطقة، والتي أسفرت حتى اليوم عن استشهاد 83 فلسطينيا و350 جريحا آخر المصدر: الجزيرة + وكالات