في بلاغ صحفي - حصل يمن برس على نسخه منه - قال الشيخ مجاهد القهالي : " آن الأوان للعودة إلى مرابع الطمأنينة والحياة السوية"
وأضاف القهالي :"شاءت الأقدار أن أكون خارج الواحة الحميمة للوطن الغالي ولسنوات عديدة كنت خلالها ومازلت مهجوساً برفعة اليمن
ومكانته ودوره التاريخي .. والآن، وبعد كل سنوات الإعتمال والحيرة أجد نفسي مُنساباًمع الطبيعة السوية لليماني الغيور المحب لأرضه وشعبه .
قد يختلف الفرقاء في الآراء والتقديرات، وقد يكون الخطأ حاضراً في كل اجتهاد."
وقال البلاغ : "إننا بحاجة جميعاً الى تعلّم فن الخلاف والإختلاف على قاعدة المصلحة العليا للوطن، كما أننا بحاجة إلى ثقافة جديدة تُغادر ثقافة المصادرة والإلغاء المتبادل. نتساوى جميعاً في مسؤوليتنا المشتركة عن أخطاء الماضي وحسناته، ويبقى الوطن هو الأساس المكين والحصن الحصين لنا جميعاً .
وعبر القهالي أن الاتصال من الاخ الرئيس علي عبدالله صالح قوة دفع معنوية كبيرة .. قائلاً : " لقد جعلني اتصال الرئيس علي عبد الله صالح أترجم خيار الحلم الدائم بالعودة إلى أرض الوطن مُشاركاً وفاعلاً في ملحمة البناء والتغيير، مواطناً يحضر في أساس وتضاعيف المشهد المجتمعي اليمني من موقع المساهمة المسؤولة."
مضيفاً أنه لم يكن ذلك الاتصال مجرد حديث عابر، بل حمل في طيّاته روح المحبة والتسامح والمسؤولية الرفيعة، فقد كان فخامته وكعادته مُترعاً بالشفافية ، رفيعاً في مبادرته، كبيراً في وطنيته، وحاضناً لذاكرة المكان والزمان اللذين يتّسعان للجميع مهما كانت الالتباسات والغوامض.
مضيفاً : "لقد تعلّمت من تجارب الوطن وحكمة الدهر أن الأمل والتفاؤل أصلٌ أصيل في معادلة التطور المجتمعي، واليمن الجديد لم يعد مُشابها لذلك الذي كان قبل حين، ذلك أن كامل التطورات والتراكمات المجتمعية على مختلف الأصعدة تؤشر لوطن مُغاير، وعهد مُختلف، حتى وإن حمل
في مسيرته العديد من الكوابح والموروثات السلبية إتساقاً مع نواميس التطور ومقتضياتها . وان هذه الحقيقة بالذات تجعلنا نُمسك بجمرة العطاء المُتفاعل الصبور والناظر لما وراء الآكام والهضاب، الأمر الذي يقتضي منا جميعاً مُغادرة المألوف غير المأسوف عليه،
والتسامق مع الزمن ومقتضياته، إسهاماً في التغيير وتعزيزاً لإرادة الفعل البنّاء .
أعود الى الوطن ضمن هذه الرؤى والتقديرات الموصولة برغبة فخامة الرئيس القائد الرائية لما هو أبعد من المنظور المباشر .
نعم .. إنه الوطن يتسع لنا جميعاً، وفيه نجد أنفسنا ونعيد انتاج ذواتنا، متناغمين مع عوالنا الداخلية، بدلاً من التآكل المعنوي والروحي في دُنيا الغربة الثقيلة" .