دبي - العربية نت
تضاعفت احتمالات توجيه ضربات جوية وفرض حصار بحري على السودان بغية إرغام الحكومة السودانية على خفض العنف في إقليم دارفور. وفيما نقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الأربعاء 13-12-2006 عن مسؤولين بريطانيين طلبوا عدم كشف هوياتهم قولهم إن قادة عسكريين أميركيين يخططون لعمل عسكري ضد السودان، حذر سياسيون سودانيون من بينهم رئيس الوزراء السابق ومحللون بارزون من جدية التهديدات هذه المرة.
وقالت الصحيفة البريطانية إن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يؤيد خطة لفرض منطقة للحظر الجوي فوق دارفور غرب. وأكد مسؤول طلب عدم كشف هويته للصحيفة البريطانية أن التخطيط لتحركات عسكرية بدأ. ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من الملف قوله "نحن قلقون جدا لأنه (البشير) يكسب الوقت ليواصل عملياته العسكرية في دارفور".
من ناحيته قال رئيس الوزراء السابق، ورئيس حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي لـ"العربية.نت" إنه يأخذ هذه الأنباء على محمل الجد، مشيرا إلى سوء إدارة الحكومة السودانية للأزمة، وتردي الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور، بالإضافة لاحتمالات اتساع دائرة الصراع المسلّح بشكل كبير لتشمل تشاد وإفريقيا الوسطى.
وأضاف المهدي أن هناك ضغوطا من قبل منظمات المجتمع المدني على الادارة الأمريكية، وأن تزايد نفوذ الديمقراطيين بعد فوزهم بغالبية مقاعد الكونغرس الأمريكي سيعجّل بتنفيذ عمل عسكري ضد السودان. وقال إن الأمريكيين يعانون حرجا بعد أن صرحت الادارة بأن هناك "تطهيرا عرقيا" في دارفور، ولم يتبنوا خطوات جدية للجمه حسب الأسئلة التي توجه إلى ادارة بوش من قبل منظمات.
ولم يستبعد رئيس حزب الأمة - الاصلاح والتجديد، مبارك الفاضل في تصريح لـ"العربية.نت" ، فرض حظر جوي على دارفور بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة في دارفور، وتعرض قوات الاتحاد الافريقي لهجمات متكررة من المواطنين كان آخرها اختطاف 2 من عناصر الاتحاد الافريقي، الذي أصبح بلا دور في الاقليم.
ويتوقع الفاضل أن يقدم يقدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تقريره الخاص عن المتورطين في جرائم ضد الإنسانية في دارفور، مشيرا إلى أن المحكمة غالبا ستكون المدخل لتنيفذ قرار فرض الحظر الجوي والضربة الجوية.
من ناحيته، ينفي القيادي في حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور، أحمد حسين، حصول حركته على معلومات بشأن اعداد لعمل عسكري غربي ضد السودان، لكنه يرجح قيام واشنطن ولندن بضربات. وقال حسين لـ"العربية.نت" إن واشنطن ولندن تدركان "مخططات نظام البشير بتسليم مدن رئيسة في دارفور للجنجويد لخلق فوضى عارمة، واعتبار ما يحدث هناك صراعا بين أهل دارفور وتغيير النظامين في تشاد وإفريقيا الوسطى لتصفية قضية دارفور نهائيا".
وأضاف حسين بأن حركته تطالب بحظر الطيران وحماية المدنيين في دارفور، و"لن ترفض كلّ ما من شأنه أن يؤدي إلى حماية المدنيين" في تلميح لقبولهم بتدخل عسكري غربي في دارفور.
ويرى المحلل في الشؤون الاستراتيجية الدكتور منذر سليمان من جانبه بأن هذه التصريحات تأتي في اطار الضغط لإرغام الحكومة السودانية القبول بنشر قوات دولية في دارفور، متوقعا لجوء واشنطن لخيار الضربات الجوية في حال عدم قبول الحكومة السودانية بمجيء قوات دولية.
وقال سليمان لـ"العربية.نت" إنه لا يتوقع صدور قرارات دولية بشأن الرئيس السوداني والمجموعة المتهمة بالتورط في احداث دارفور، رادا توقعاته إلى علاقات السودانية الإقليمية والدولية، التي قد تحول دون الوصول إلى هذا الامر، لكنه يرى أن هذا الملف يمكن أن يستخدم كورقة ضغط ضد النظام السوداني إذا لم يستجيب بنشر القوات الدولية في الاقليم المضطرب.