يمن برس - صنعاء
قالت مصادر صحفية إن د. رحاب رشيد طه، العالمة العراقية بالأسلحة الجرثومية، فشلت في إيجاد فرصة عمل في صنعاء التي وصلتها مطلع الأسبوع الماضي برفقة ابنتها (10 سنوات)، في ظل عدم اكتراث يمني لوجودها.
وأوضحت المصادر لـ «نبأ نيوز»: إن د. رحاب طه، التي تعد من بين أبرز العلماء العراقيين الذي أوكل إليهم الرئيس السابق، صدام حسين، مهمة تطوير برنامج الأسلحة البيولوجية، ولقبتها قوات الغزو بـ«د. جرثومة»، تقدمت للعمل كأستاذة لدى عدة مؤسسات جامعية أهلية في صنعاء إلاّ أنها حتى اللحظة لم تحض بقبول لدى أي منها، مشيرة إلى أنها قدمت أوراقها أمس الأول السبت إلى جامعة صنعاء في محاولة أخيرة، كونها كانت تفضل الحصول على فرصة عمل لدى الجامعات الأهلية وليس الحكومية لتكون بعيدة عن الالتزامات الرسمية.
وأضافت المصادر أن الجهات الحكومية اليمنية لم تكترث لوجود د. رحاب طه في صنعاء، ولما تحمله من مؤهلات علمية عالية، ولم تحاول أي جهة الاتصال بها.
ورحاب طه، وهي زوجة وزير النفط السابق عامر رشيد، متخصصة بعلم الأحياء المجهرية، وحصلت على شهادة الدكتوراه في موضوع السموم النباتية من جامعة "إيست إنجليا"، وذلك ما بين عامي 1980 و1984.
وكان مفتشو الأسلحة أشاعوا أن د. رحاب طه طورت أسلحة بيولوجية تحتوى على سم البوتولينيوم- وهو سمّ غذائي يؤدي إلى تورم في اللسان واختناق الضحية، إضافة إلى مادة الأفلاتوكسين، التي تسبب سرطان الكبد . وعزوا إليها تطوير هذا النوع من الأسلحة باستخدام بكتيريا الجمرة الخبيثة (الأنثراكس)، وبكتيريا التسمم (البوتولينيوم)، في "مختبر الحَكَم" أواخر الثمانينات من القرن الماضي.
وقد عملت في هذا المجال مدة سبع سنوات حتى عام 1995. ورفضت العمليات التي قامت بها الأمم المتحدة للتفتيش عن الأسلحة العراقية ودافعت عن حق العلماء العراقيين في رفض التعاون مع فرق التفتيش. وقد وصفها المفتشون الذين التقوها بأنها صعبة المراس، رغم أنها اعترفت بوجود أسلحة بيولوجية تم إتلافها.
وقالت في مقابلة أجراها معها تلفزيون بي بي سي أوائل عام 2003 إن العراق (تعرض للتهديد من قبل أعداء مختلفين، ونحن في منطقة تعاني من الصراعات الإقليمية. ومن حقنا أن ندافع عن أنفسنا).
وكانت قوات الاحتلال الأمريكية أغارت على منزلها في أبريل 2003م، دون أن تعثر عليها أو على زوجها. إلا أن زوجها عامر رشيد الذي كان في مرحلة سابقة مسئولا عن التصنيع العسكري، ومن القائمين على برامج الصواريخ العراقية، سلم نفسه بعد اثني عشر يوماً من الغارة.
وقد استسلمت رحاب طه أيضا في مايو2002م، بعد الدخول في مفاوضات مع قوات الغزو (التحالف) في العراق بقيادة الولايات المتحدة، دامت نحو (48) ساعة. وقد تزامن الإعلان عن ذلك مع وصول "بول بريمر"، الرئيس الجديد لإدارة الاحتلال إلى بغداد، في إطار عملية تغيير كبيرة في تشكيل الفريق الأمريكي المكلف بإدارة شؤون العراق في مرحلة ما بعد الحرب.
يذكر أن فرق التفتيش عن الأسلحة التابعة للأمم المتحدة كانت قد استجوبت رحاب طه مرات عديدة في أواسط التسعينيات. وقد اعترفت بإنتاج أسلحة بيولوجية من بينها جراثيم الجمرة الخبيثة، والبوتيولينوم، لكنها قالت إن جميع تلك الأسلحة دمرت. وقد تم اطلاق سراح د. رحاب طه في منتصف ديسمبر العام الماضي 2005م، بجانب د. هدى صالح مهدي عماش، التي تعد من النساء القلائل ضمن الدائرة القريبة من صدام حسين والمرأة الوحيدة في قائمة الـ 55 التي وضعتها الولايات المتحدة لأهم المطلوبين.
وقد لقبتها قوات الغزو بـ "د. أنثراكس" حيث أنها معروفة أكثر بصلتها ببرنامج الأسلحة الجرثومية، وتدعي قوات الاحتلال أنها كانت مسئولة عن إعادة بناء منشئات الأسلحة العراقية بعد حرب الخليج عام 1991م.
حصلت عماش على شهادة الماجستير في علم الأحياء الدقيقة من جامعة أمريكية في تكساس وبعدها حازت على شهادة الدكتوراه من جامعة ميسوري - كولومبيا وذلك عام 1983. ويقول مسئولون بقوات الاحتلال أنها تدربت، بعد عودتها إلى العراق، على يد ناصر الهنداوي الذي يوصف بأنه "رائد برنامج الأسلحة البيولوجية" في العراق