يمن برس - متابعات
رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمشاركة في مشاورات حول تهدئة شاملة مع إسرائيل؛ لعدم التزام إسرائيل بالتهدئة الجزئية الحالية، فيما هددت حركة الجهاد الإسلامي بشنّ هجمات على إسرائيل في الساعات المقبلة ردًّا على مواصلة قواتها الاعتداءات العسكرية في الضفة الغربية.
ويأتي رفض حماس خلافًا لرغبة عباس في إقرار هذه التهدئة؛ وهو ما يزيد من حدة التوتر القائم بين حركتي فتح وحماس، بعد وصول مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية لطريق مسدود، في وقت يلفت فيه المراقبون إلى أن حماس تسعى لكسب شرعية عربية من خلال أول جولة عربية يقوم بها رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
وقال فوزي برهوم الناطق باسم حماس في تصريح خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الأحد 3-12-2006: "إن إسرائيل لم تلتزم بالتهدئة الجزئية التي أقرتها الفصائل الفلسطينية حتى نوافق على تهدئة شاملة بوقت زمني"، مشيرًا إلى أن إسرائيل سجلت خروقًا عديدة على مدى 7 أيام من التهدئة، واعتقلت 130 فلسطينيًّا وقتلت 5 فلسطينيين.
وأضاف: "إن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس أصدر أوامر لجنوده بفتح النار من جديد ضد المقاومين في قطاع غزة، ومواصلة العمليات العسكرية في الضفة الغربية التي تشملها التهدئة الجزئية".
وجدد بيرتس التأكيد على أن إسرائيل لا تعتزم توسيع وقف إطلاق النار في الضفة الغربية، لافتًا إلى أنها ستواصل عملياتها ضد ما أسماه بـ"الإرهاب" طالما أن المنظمات الفلسطينية تواصل محاولاتها تنفيذ عمليات إرهابية ضد إسرائيل.
ونفى برهوم وجود أي رابط بين رفض حماس مشاورات التهدئة الشاملة، وإعلان عباس الأسبوع الماضي وصول مشاورات حكومة الوحدة لطريق مسدود. وقال: "ليس هناك علاقة بين موقف حماس وبين محادثات تشكيل حكومة الوحدة.. يجب ألا نخلط الأوراق".
وأوضح أن "البحث في موضوع التهدئة الشاملة في هذه الظروف يأتي على حساب الوضع الفلسطيني الداخلي الذي يجب أن نعطيه الأولوية الأولى"، مشددًا على أن التهدئة يجب أن تأتي في سياق برنامج وطني شامل للمرحلة القادمة؛ وهو الأمر الذي يتطلب وقتًا كافيًا لتحقيقه.
وطالب عباس الفصائل الفلسطينية خلال لقائه السبت 2-12-2006 بالقوى الخمس (حماس، وفتح، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين) ببدء مشاورات تهدئة شاملة مع إسرائيل تقضي بوقف جميع أشكال العمل العسكري، مقابل وقف الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة والقطاع.
وتختلف مبادرة عباس عن التهدئة الجزئية التي تم التوصل إليها في 26 نوفمبر، وتنص على وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية فقط مقابل وقف الاعتداءات الإسرائيلية في القطاع والضفة، بينما تقول إسرائيل إنها لا تشمل إلا القطاع.
هدنة هشّة
وتأتي دعوة عباس في وقت اعتبرت فيه حماس أن التهدئة الجزئية في "مهب الريح"؛ بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي ضد المواطنين في الضفة الغربية.
وفي هذا السياق قال برهوم: "إن التهدئة في مهب الريح؛ لأنها لم تكن مقتصرة على القطاع، حيث تبقى الضفة مستباحة من قبل العدو الإسرائيلي الذي لم يلتزم".
وردًّا على ما وصفته بانتهاكات إسرائيل المتكررة، هددت حركة الجهاد الإسلامي اليوم الأحد 3-12-2006 بشن هجوم على إسرائيل "في الساعات القادمة".
وفي بيان صدر عنها اليوم، قال أبو أحمد المتحدث باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غزة: إن التهدئة على حافة الانهيار؛ بسبب الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والهجمات على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
غير أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لم ترد حتى الآن على هذه التهديدات.
وقتل 5 فلسطينيين على الأقل برصاص الاحتلال بالضفة منذ بدء الهدنة، كان آخرها مقتل صبي فلسطيني اليوم الأحد في مخيم للاجئين خارج مدينة نابلس برصاص الاحتلال.
الشرعية العربية
على صعيد متصل، اعتبر مراقبون أن جولة هنية العربية التي بدأها الثلاثاء 28-11-2006 بمصر حتى بلغ العاصمة القطرية -الدوحة- حاليًّا تهدف إلى كسب الشرعية والدعم العربيين للتخفيف من حدة الحصار، بالإضافة إلى تعزيز موقف حماس في محادثات تشكيل حكومة الوحدة.
عماد الإفرنجي المحلل السياسي الفلسطيني بدوره يرى أن جولة هنية تستهدف حشد دعم عربي وإسلامي سياسي ومالي لحكومته وللشعب الفلسطيني، في محاولة منه لكسر الحصار الغربي المفروض على الشعب الفلسطيني.
ويتفق معه الدكتور رائد نعيرات رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، معتبرًا في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" أن هذه الجولة تهدف إلى "كسب الشرعية للحكومة بشكل عملي".
لكن عددًا من المراقبين رأوا أن هذه الجولة تستثمر من حماس للاستقواء ضد عباس في محادثات حكومة الوحدة.
وتعليقًا على جولة هنية نقل مراسل "إسلام أون لاين.نت" عن مسئولين يرافقون رئيس الوزراء قولهم: "إنه حظي بدعم قطري مالي وسياسي كبير".
وأوضح أن هذا الدعم تمثل في وعد "قطر بإنجاز عدد من المشاريع في غزة، بالإضافة إلى دفع رواتب عشرات الآلاف من الموظفين الفلسطينيين، بما فيها رواتب قطاع التعليم كاملة، بالإضافة إلى تحمل رواتب القطاع الصحي إذا لزم الأمر". وهو ما أكده هنية اليوم خلال مؤتمر الصحفي بالدوحة.
وكان هنية قد بدأ جولة عربية الثلاثاء 28-11-2006 تشمل مصر وسوريا وقطر والمملكة العربية السعودية وإيران.
ويعاني نحو 140 ألف موظف فلسطيني من عدم دفع رواتبهم منذ 7 أشهر سابقة، إلا من بعض السلف غير المنظمة التي تقدم لهم، نتيجة للحصار الغربي الذي فرض على الفلسطينيين منذ تشكيل حماس للحكومة في مارس الماضي.