جددت لندن دعمها لحكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة, لتنظم إلى الرياض وواشنطن وباريس في تأييدها الكامل لها, فيما حذرت القاهرة من تدويل النزاع بالبلاد, في ظل مواصلة أنصار المعارضة اعتصامهم بوسط العاصمة بيروت.
وطالبت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت مختلف أطراف الأزمة اللبنانية بالعودة مجددا إلى طاولة الحوار من أجل مصلحة البلاد.
كما وصفت بيكيت عقب محادثات أجرتها مع السنيورة في بيروت الحكومة اللبنانية بأنها منتخبة من قبل الشعب وأنها تمتلك السلطة الدستورية التي منحت عبر الانتخابات.
تدويل
من جهته انتقد الرئيس المصري حسني مبارك مسيرات المعارضة الرامية إلى إسقاط حكومة السنيورة، ووصف عقب لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشرم الشيخ دعوة حزب الله وحركة أمل للتظاهر بـ"الخطر جدا".
وأضاف مبارك أن استمرار المسيرات لفترة طويلة "سيأتي بمن يناصر السنيورة من الخارج من بلاد عربية كثيرة ومن يناصر حزب الله, وستكون النتيجة ساحة للقتال والخراب والدمار وستضيع لبنان".
- مؤازرة
وكان العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز أبلغ بدوره السنيورة دعم بلاده الكامل للمواقف السياسية لرئيس الحكومة, ومعارضة الرياض لأي عمليات للإخلال بالأمن. وأفاد بيان صادر عن رئاسة الوزراء اللبناني بأن الملك عبد الله تحدث عقب مكالمته السنيورة مع "كل الوزراء الموجودين في السراي الحكومي فردا فردا وأبلغهم دعمه ومؤازرته الكاملة".
أما واشنطن فقالت على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة جون بولتون إنها قلقة من المظاهرات التي نظمتها قوى المعارضة اللبنانية, معتبرة إياها بأنها جزء مما وصفته بالإنقلاب المدبر من قبل سوريا وإيران ضد الحكومة.
كما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركي توم كايسي إنه مع "أحداث كاغتيال وزير الصناعة بيار الجميل وآخرين فمن الواضح أن ثمة تصرفا أكيدا يرمي إلى تخويف القوى المتحالفة مع الحكومة المنتخبة ديمقراطيا بلبنان".
من جهته أكد رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان الذي اتصل بالسنيورة "دعم فرنسا الكامل لعمل حكومته من أجل لبنان سيد وديمقراطي". أما موسكو فقالت عبر وزير الدفاع سيرغي إيفانوف إنها تراقب بقلق الوضع المتوتر في لبنان.
- انجرار
بالمقابل جددت دمشق دعمها وتأييدها للمظاهرة الشعبية للمعارضة اللبنانية, داعية رئيس الحكومة إلى الاستجابة لمطالب الشعب وعدم "الانجرار" وراء المخططات الأميركية في المنطقة.
وقالت صحيفة تشرين الرسمية إن الاعتصام يعبر عن رغبة المعتصمين في "وضع حد لمحاولات إلحاق لبنان بالمشروع الأميركي لشرق أوسط جديد وتحصين لبنان ضد المخططات والمؤامرات".
وتأتي كل تلك المواقف في وقت لا يزال فيه الآلاف من أنصار المعارضة يواصلون اعتصامهم بعد توافدهم من مناطق مختلفة من البلاد حاملين الأعلام اللبنانية. كما رددوا هتافات تطالب برحيل الحكومة التي يقودها فؤاد السنيورة. ورافق ذلك التجمع انتشار كثيف للجيش اللبناني والقوى الأمنية.
وقد نصب المعتصمون نحو خمسمائة خيمة بوسط العاصمة, كما أنشؤوا العديد من خزانات المياه والمراحيض المتنقلة، كما تم توزيع الشطائر للمخيمات لضمان استمرار الاعتصام.
وفي وقت سابق نصب المعتصمون خياما على طريقين يؤديان إلى السراي الحكومي مقر رئاسة الحكومة. لكنه تم في وقت لاحق إعادة فتح الطريقين بعد اتصالات مع رئيس البرلمان نبيه بري والجيش المكلف الحماية الأمنية.