في تطور مثير يكشف الوجه الآخر للشهرة الرياضية، تورط 13 نجماً من الأهلي والزمالك في جرائم مختلفة عبر 40 عاماً، محولين أنفسهم من أبطال يهتف لهم الملايين إلى مجرمين خلف القضبان في لحظة واحدة. الأرقام صادمة والتفاصيل أكثر إيلاماً، فمن "النمر الأسود" في الثمانينات وصولاً إلى أحداث 2024، تتكرر المأساة ذاتها.
ناصر ماهر، نجم الزمالك الحالي، ليس سوى الحلقة الأخيرة في سلسلة مظلمة بدأت مع محمد عباس "النمر الأسود" في الثمانينات. عباس الذي كان يقتحم شباك المنافسين ويمزقها بالأهداف، انتهى به المطاف في شباك أخرى - شباك إدمان المخدرات التي قادته خارج الملاعب إلى الأبد. "تحت إلحاح أصدقائي" - هكذا برر عمرو سماكة، نجم الأهلي السابق، تعاطيه للحشيش قبل مباراة أفريقية، ليُكتشف أمره ويُطرد من النادي نهائياً.
الجذور العميقة لهذه الظاهرة تعود لعوامل متشابكة: الثراء المفاجئ للاعبين الشباب، ضعف الرقابة النفسية من الأندية، وسهولة الانجراف وراء صحبة السوء. أحمد فتوح، الذي صدم أمين شرطة حتى الموت تحت تأثير المخدرات في أغسطس 2024، يجسد كيف تتحول لحظة استهتار واحدة إلى مأساة تدمر حياتين. كما حدث مع النجوم العالميين في فضائح هوليوود، تكررت المأساة في الكرة المصرية لكن بوتيرة أسرع وتأثير أعمق على المجتمع.
عائلة أحمد، الطفل الذي كان يحلم بتقليد نجمه المفضل ناصر ماهر، تواجه صدمة حقيقية بعد خبر اعتقاله. "ابني لم يعد يريد لعب الكرة"، تقول الأم بحسرة واضحة. مرتضى منصور، رئيس الزمالك السابق، قضى شهراً في السجن بتهمة سب محمود الخطيب، مما أضاف أزمة إدارية لأزمة اللاعبين. السيد حمدي بـ6 أقراص ترامادول، عماد متعب في مشادة مع ضباط المرور، رمضان صبحي أمام محكمة التزوير - قائمة لا تنتهي من السقطات التي تهز ثقة الجماهير في قدواتها.
اليوم، والصورة أصبحت أوضح من أي وقت مضى، يقف الوسط الرياضي المصري على مفترق طرق حاسم. إما التحرك العاجل لوضع برامج تأهيل نفسي إجبارية وتشديد الرقابة على اللاعبين، أو مواجهة المزيد من السقطات التي قد تدمر سمعة الكرة المصرية للأبد. "كونه مشهور لا فرق بينه وبين غيره", كما قال القاضي لرمضان صبحي، قاعدة يجب أن تطبق على الجميع. السؤال المحوري الآن: هل ستتعلم الأندية المصرية من هذه الدروس المؤلمة، أم ستشهد الشهور القادمة المزيد من النجوم وهم يسقطون في مستنقع الجريمة؟
