90 دقيقة فقط تفصل الزمالك عن استعادة كبريائه أو الغرق في أزمة جديدة، في مباراة تحمل ضغطاً جماهيرياً هائلاً لم يشهده النادي منذ سنوات. للمرة الأولى منذ 5 سنوات، يدخل القطب الأبيض مباراة محلية وهو تحت مجهر النقد، بعد تعادل مخيب أمام كهرباء الإسماعيلية بثلاثة أهداف. الخميس المقبل في تمام الثامنة مساءً، ستشهد أرضية استاد المقاولون العرب معركة حقيقية قد تحدد مصير الموسم بأكمله.

تحت أضواء المساء الساطعة، سيواجه الزمالك فريق سموحة في الجولة الثالثة من كأس عاصمة مصر، وسط توتر شديد يسيطر على الشارع الزملكاوي. "أحمد المزراني، مشجع زملكاوي منذ 30 عاماً، يعبر عن قلقه الشديد: 'قلبي لا يحتمل تعادلاً جديداً، الفريق يحتاج لانتصار يعيد إليه الثقة.'" الأرقام تتحدث بوضوح: 3 أهداف تلقاها الدفاع في مباراة واحدة، ومعدل هدف كل 30 دقيقة يكشف هشاشة خطيرة في الخطوط الخلفية.

كأس عاصمة مصر، أو ما يُعرف بكأس الرابطة، تمثل فرصة ذهبية للأندية المصرية لتحقيق إنجاز محلي مهم. كما حدث في موسم 2018 عندما واجه الزمالك صعوبات مماثلة قبل أن ينتفض ويحقق البطولة، يأمل الجماهير في معجزة مشابهة. د. عادل مصطفى، المحلل الكروي، يؤكد: "الزمالك كالأسد الجريح، خطير عندما يكون في الزاوية، لكن المطلوب ثورة تكتيكية حقيقية." المجموعة الثالثة تضم 7 فرق تتنافس بشراسة، مما يجعل كل نقطة بوزن الذهب.

ينعكس القلق الجماهيري على الحياة اليومية للمشجعين، حيث تسيطر أجواء الترقب على المقاهي الشعبية والأحاديث العائلية. مصطفى الجندي، المراسل الرياضي الذي شهد التعادل المؤلم، يصف الأجواء: "العرق كان يتصبب من جباه اللاعبين تحت ضغط الجماهير، والهتافات الغاضبة لا تزال تتردد في أذني." هذه المباراة تمثل فرصة استثنائية لكابتن محمود الخضيري وزملائه لإثبات جدارتهم وإرضاء جماهيرهم العطشى للانتصارات.

الزمالك اليوم أمام مفترق طرق حقيقي: إما النهوض من كبوته والانطلاق نحو استعادة المجد، وإما مواجهة عاصفة رعدية من الانتقادات قد تطيح بآمال الموسم. الرسالة واضحة للجماهير: الوقت حان لدعم الفريق بإيجابية والوقوف خلف اللاعبين في هذه المحنة. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سينجح القطب الأبيض في تجاوز محنته ويعود للمسار الصحيح، أم ستزداد الأزمة تعقيداً وتشعل فتيل انتفاضة جماهيرية جديدة؟