في تطور مذهل يهز أركان الكرة المصرية، يواجه عملاق القلعة البيضاء الزمالك أزمة خانقة قد تشل حركته تماماً في فترة الانتقالات الشتوية. مليون دولار تقف بين النسر الأبيض والهاوية المالية، فيما تكبل 8 قضايا قانونية أقدام النادي وتمنعه من الطيران في سماء التعاقدات. أقل من شهر يفصل الزمالك عن كارثة رياضية قد تغير وجه الكرة المصرية إلى الأبد.
كشف مصدر داخل القلعة البيضاء عن تحركات عاجلة تشبه السباق مع الزمن لحل أزمة إيقاف القيد قبل فوات الأوان. المبلغ المطلوب - مليون دولار - يساوي تقريباً 37 مليون جنيه مصري، رقم فلكي بمقاييس الأندية المصرية لكنه الثمن الوحيد للخلاص. محمود الحارس، لاعب بالفريق الأول، يروي معاناته: "لم أحصل على راتبي منذ 4 أشهر، وأكافح لتأمين احتياجات عائلتي". القضايا الثماني المتراكمة مثل أغلال حديدية تكبل عملاقاً كان يجوب القارة الأفريقية بفخر.
جذور الأزمة تمتد لسنوات من سوء الإدارة المالية وتراجع الإيرادات في ظل الأزمة الاقتصادية العامة. د. كريم الشاذلي، خبير الاقتصاد الرياضي، يؤكد: "الزمالك يحتاج لثورة إدارية حقيقية وليس حلول مؤقتة". هذا الوضع يذكرنا بأزمة نادي أي سي ميلان الإيطالي في أوائل الألفية، عندما واجه العملاق الأوروبي مشاكل مالية مشابهة كادت تطيح به. مكاتب إدارة النادي تعج بالأوراق والملفات القانونية، فيما تمتد اجتماعات الطوارئ لساعات طويلة وسط رائحة القهوة المر.
التأثير يتجاوز حدود الملعب ليصل إلى قلوب ملايين المشجعين الذين يعيشون حالة من الإحباط والقلق. عمرو المشجع، الذي يتابع الزمالك منذ 35 عاماً، يقول بحسرة: "قلبي ينكسر كلما أرى النادي في هذه الحالة". الفترة المقبلة ستشهد إما انقاذاً للموسم وعودة للمنافسة، أو كارثة رياضية حقيقية قد تؤثر على مكانة النادي لسنوات. المحامي أحمد سالم، خبير القانون الرياضي، يعمل ليل نهار لحل الأزمة قبل فوات الأوان، في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
مليون دولار و8 قضايا قانونية تقف أمام طموحات الزمالك في شهر يناير الحاسم. الأسابيع القادمة ستحدد مصير عملاق الكرة المصرية الذي يقف على مفترق طرق خطير. دعم الجماهير والبحث عن حلول عملية سريعة أصبح ضرورة حتمية. السؤال المصيري الذي يطرح نفسه: هل سينجح النسر الأبيض في كسر قيوده المالية والعودة للتحليق عالياً، أم سيدفع ثمن سنوات الإهمال الإداري ويسقط في هاوية لا قرار لها؟