في تطور صادم هز الوسط الرياضي المصري، كشفت مصادر مطلعة أن إدارة نادي الزمالك وافقت رسمياً على رحيل أحمد حمدي مجاناً خلال 30 يوماً فقط، في قرار يُنذر بخسارة مالية تقدر بملايين الجنيهات. اللاعب الذي أمضى سنوات من عمره في خدمة القلعة البيضاء يواجه اليوم تجاهلاً كاملاً من إدارة النادي، رغم رغبته الصادقة في الاستمرار وتجديد عقده المنتهي نهاية الموسم الحالي.
يروي أحمد حمدي تفاصيل مؤلمة عن المعاملة التي يتلقاها: "لا يوجد أي تواصل رسمي من الإدارة حول مستقبلي، كأنني غير موجود في النادي الذي أحببته وأعطيته كل شيء". المفارقة المؤلمة أن الإدارة تطالبه بتقديم العروض المتاحة لديه للاستفادة المالية، بينما ترفض في نفس الوقت فتح ملف تجديد عقده. محمد علي، أحد الجماهير المخلصة للزمالك، يعبر عن إحباطه: "نرى اللاعبين يرحلون مجاناً كل عام وهذا مؤلم، كأن النادي يهدي أصوله للآخرين".
يذكر هذا الموقف المؤلم برحيل محمود علاء من الزمالك مجاناً عام 2018، في تكرار مأساوي لسيناريو بات يُعرف بـ"لعنة العقود المجانية" في القلعة البيضاء. د. محمود السيد، خبير إداري رياضي، يحذر قائلاً: "هذا التصرف يعكس سوء إدارة ملفات اللاعبين، والنتيجة خسارة مالية تعادل راتب 3 لاعبين أجانب لمدة عام كامل". مصادر داخل النادي تكشف أن الدائرة المسؤولة عن اتخاذ القرارات الكروية تعتبر حمدي "غير مؤثر فنياً"، في تقييم يثير تساؤلات حول معايير الحكم على اللاعبين.
المأساة الحقيقية تكمن في تأثير هذا القرار على الحياة اليومية لعشرات الآلاف من جماهير الزمالك، الذين يشعرون بالإحباط والغضب من تكرار هذه السيناريوهات المؤلمة. عائلة حمدي تعيش حالة من القلق الشديد حول مستقبل ابنها، بينما تتزايد المخاوف من أن يصبح هذا النهج سابقة خطيرة تهدد باقي لاعبي النادي. الأندية المنافسة تترقب الموقف بشغف، استعداداً للاستفادة من هذه الأزمة والحصول على خدمات اللاعب بأقل التكاليف، أو حتى مجاناً إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
في ظل هذا الصمت الإداري المطبق وبرودة التعامل مع ملف حساس كهذا، تبقى التساؤلات مطروحة: هل ستستمر إدارة الزمالك في تبديد أصولها البشرية وإهدار ملايين الجنيهات؟ أم أن صوت العقل والجماهير سيصل قبل فوات الأوان، وقبل أن يصبح أحمد حمدي مجرد رقم آخر في قائمة طويلة من اللاعبين الذين رحلوا مجاناً من القلعة البيضاء؟
