في تطور مثير هز أوساط الكرة المصرية، تلقى ناصر منسى لاعب الزمالك المنبوذ عرضين رسميين خلال أسبوع واحد من ناديين يتصارعان لضمه، رغم خروجه تماماً من حسابات الجهاز الفني للقلعة البيضاء. هذا اللاعب الذي يعيش كابوس صفر مشاركات حقيقية هذا الموسم، أصبح فجأة الكنز المفقود الذي تتنافس عليه الأندية في معركة ضارية قد تحدد مصيره إلى الأبد.
وسط حالة ترقب تسود النادي الأبيض، يفاضل ناصر منسى البالغ من العمر 24 عاماً بين عرض البنك الأهلي الذي رفع قيمة صفقته وعرض غزل المحلة الذي جاء أولاً. "لم يرد اللاعب على العرض حتى الآن، في ظل انتظاره العرض الرسمي من البنك الأهلي ليفاضل بين العرضين" كما كشف رئيس نادي غزل المحلة في تصريح حصري. هذا الصمت المطبق من اللاعب يخفي وراءه توتراً حقيقياً وهو يجلس على مقاعد البدلاء ينظر لزملائه يلعبون، بينما مستقبله معلق بين 3 أندية في صراع محتدم.
القصة تبدأ من سياسة الزمالك المثيرة للجدل في التخلص من اللاعبين غير المرغوب فيهم لتحقيق عوائد مالية، وهي نفس السياسة التي شهدت رحيل العديد من النجوم الذين حققوا نجاحات باهرة بعيداً عن القلعة البيضاء. أحمد عبد الرؤوف، مدرب الزمالك الحالي، حاول تخفيف الضغط عن اللاعب بوعده بالمشاركة في مباريات كأس عاصمة مصر، في محاولة أخيرة للحفاظ على مستواه قبل الرحيل المحتوم. هذا المشهد يذكرنا بقصص عشرات اللاعبين الذين تركوا الزمالك وأثبتوا خطأ القرار لاحقاً.
تأثيرات هذه المعركة تتجاوز أروقة النوادي لتصل إلى الشارع المصري، حيث تشتعل النقاشات في المقاهي الشعبية بين مؤيد يرى في الانتقال فرصة ذهبية للاعب لإثبات موهبته، ومعارض يحذر من تكرار أخطاء الماضي في إهدار المواهب الواعدة. محمد، أحد أعضاء جماهير الزمالك، يعلق بمرارة: "نفرط في اللاعبين ثم نندم لاحقاً". هذا التردد والقلق ينتشر كالنار في الهشيم، بينما الأندية المتنافسة تستغل الوضع لتحقيق صفقة العمر بأقل التكاليف.
مع اقتراب إغلاق نافذة الانتقالات الشتوية، تتسارع وتيرة المفاوضات في سباق مع الزمن قد يحدد مصير موهبة مصرية واعدة. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل سيثبت ناصر منسى أن الزمالك أخطأ في التخلي عنه؟ أم أن هذه مجرد بداية لقصة نجاح جديدة بعيداً عن القلعة البيضاء؟
