الرئيسية / مال وأعمال / أخيراً انتهت المعاناة: قبائل مأرب ترفع الحصار عن الغاز بعد أسبوع جحيم رفع الأسعار 30%!
أخيراً انتهت المعاناة: قبائل مأرب ترفع الحصار عن الغاز بعد أسبوع جحيم رفع الأسعار 30%!

أخيراً انتهت المعاناة: قبائل مأرب ترفع الحصار عن الغاز بعد أسبوع جحيم رفع الأسعار 30%!

نشر: verified icon مروان الظفاري 10 ديسمبر 2025 الساعة 02:15 صباحاً

في تطور صادم هز الحياة اليومية في عدن، ارتفعت أسعار الغاز المنزلي بنسبة مذهلة وصلت إلى 29% خلال أسبوع واحد فقط، مسجلة قفزة من 8,500 إلى 11,000 ريال - زيادة تساوي راتب موظف حكومي لمدة شهرين كاملين. قبيلة واحدة في مأرب استطاعت شل حياة مليون مواطن في عدن خلال 7 أيام من الجحيم، مما يكشف عن خطر مروع يهدد الأمن الغذائي والمعيشي لملايين اليمنيين.

في غضون ساعات قليلة، تحولت عدن من مدينة نابضة بالحياة إلى شبه مشلولة، حيث توقفت آلاف الحافلات التي تعمل بالغاز عن الخدمة وأغلقت مئات المطاعم والمقاهي أبوابها مؤقتاً. أحمد السنباني، سائق حافلة، يحكي مأساته: "توقفت عن العمل 5 أيام متتالية وفقدت دخل أسرتي الوحيد، شاهدت أطفالي يبكون من الجوع ولم أستطع فعل شيء." المشهد المؤلم امتد ليشمل عائلات كاملة عادت لاستخدام الحطب والفحم في طبخ طعامها، بعد أن اختفت أسطوانات الغاز من الأسواق أو أصبحت بأسعار خيالية.

تكشف هذه الأزمة عن خطر السيطرة القبلية على المرافق الحيوية، حيث يمكن لقرار واحد أن يشل محافظة بأكملها ويؤثر على حياة مليون إنسان. د. محمد الحضرمي، خبير الطاقة يحذر قائلاً: "هذه ليست المرة الأخيرة، النظام القبلي سيف ذو حدين - يمكنه حل الأزمات كما يمكنه صنعها." الأزمة تذكرنا بأزمات البترول في السبعينيات عندما كان النفط سلاحاً سياسياً، لكنها هنا تضرب في صميم الحياة اليومية للمواطن البسيط.

التأثير المدمر للأزمة لم يقتصر على الأرقام فحسب، بل امتد ليشمل كل تفاصيل الحياة اليومية. فاطمة عبدالله، ربة منزل تروي معاناتها: "طبخنا على الحطب لأول مرة منذ 15 سنة، رائحة الدخان ملأت البيت والأطفال يسعلون طوال الليل." سائقو التاكسي بدأوا في بيع سياراتهم، وأصحاب المطاعم اتجهوا للطبخ بالكهرباء رغم انقطاعها المستمر. النجاح في إنهاء الأزمة جاء بفضل الشيخ سالم المرادي، الوسيط القبلي الذي نجح في إقناع القبائل برفع الحصار خلال 24 ساعة من المفاوضات المكثفة.

رغم انتهاء الأزمة رسمياً وعودة المقطورات لحمل الغاز نحو عدن، إلا أن السؤال المؤرق يبقى معلقاً في الأجواء: هل نحن مستعدون للأزمة القادمة، أم سننتظر حتى تضرب من جديد؟ الشركة اليمنية للغاز تؤكد أن "الإمدادات ستصل تدريجياً"، لكن خبراء الطاقة يحذرون من تكرار سيناريو مشابه خلال الأشهر القادمة. الخيار في أيدينا الآن - إما تطوير بدائل طاقة فورية وطرق توزيع متعددة، أو الاستعداد لمواجهة "جحيم" جديد قد يكون أشد وطأة من الأول.

اخر تحديث: 10 ديسمبر 2025 الساعة 12:20 مساءاً
شارك الخبر