الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: الدولار يكسر حاجز الـ535 ريال لأول مرة في التاريخ - الريال اليمني ينهار بنسبة 60%!
عاجل: الدولار يكسر حاجز الـ535 ريال لأول مرة في التاريخ - الريال اليمني ينهار بنسبة 60%!

عاجل: الدولار يكسر حاجز الـ535 ريال لأول مرة في التاريخ - الريال اليمني ينهار بنسبة 60%!

نشر: verified icon مروان الظفاري 08 ديسمبر 2025 الساعة 12:55 صباحاً

في تطور صادم لم تشهده اليمن في تاريخها، كسر الدولار الأمريكي حاجز الـ535 ريال للمرة الأولى يوم الأحد 7 ديسمبر 2025، مسجلاً انهياراً كارثياً للريال اليمني بنسبة 60% من قيمته الأصلية. هذا الرقم المرعب يعني أن راتب الموظف الحكومي اليمني اليوم يساوي ما كان يشتريه في وجبة واحدة عام 2014، في كارثة اقتصادية تهدد حياة 32 مليون يمني. الخبراء يحذرون: كل ساعة تأخير في التعامل مع هذا الانهيار تكلف اليمنيين المزيد من قوتهم وكرامتهم.

في أسواق الصرافة المكتظة بصنعاء وعدن، تحول المشهد إلى كابوس حقيقي حيث يحمل المواطنون أكياساً مليئة بأوراق الريال المهترئة لشراء دولارات قليلة. أحمد المطري، موظف حكومي عمره 45 سنة، يحكي مأساته: "راتبي 80,000 ريال أصبح يساوي 150 دولار فقط، بعد أن كان يساوي 370 دولار عام 2014... أطفالي يسألونني لماذا لا نشتري اللحم بعد الآن؟" بينما تشير الأرقام الصادمة إلى ارتفاع الدولار بنسبة 149% من 215 ريال في 2014 إلى الرقم الكارثي الحالي، في انهيار يشبه ما حدث للعملة الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى.

الأزمة التي بدأت مع اندلاع الحرب عام 2014 تحولت إلى كارثة إنسانية واقتصادية مدمرة، حيث أدى توقف صادرات النفط ونقص الاحتياطي النقدي إلى تدهور تدريجي مستمر لأكثر من عقد. الدكتور محمد العنسي، الخبير الاقتصادي اليمني، يطلق تحذيراً مرعباً: "إذا تجاوز الدولار 600 ريال، فسنشهد انهياراً كاملاً للاقتصاد وتحول البلاد لنظام المقايضة". المقارنات التاريخية تشير إلى أن المبلغ الذي كان يشتري سيارة عام 2014، لا يشتري اليوم حتى دراجة نارية، في تشبيه مؤلم لواقع يذوب فيه الريال اليمني كالثلج تحت الشمس.

التأثير المدمر لهذا الانهيار يضرب الحياة اليومية للمواطنين بقسوة لا ترحم، حيث تضطر العائلات لبيع ممتلكاتها الثمينة لشراء الضروريات. فاطمة الشامي، ربة منزل وأم لخمسة أطفال، تحكي بحرقة: "كنت أشتري كيس الأرز بـ3000 ريال، اليوم أصبح بـ15,000 ريال... بعت خاتم زواجي لأطعم أطفالي". الخبراء يتوقعون موجة تضخم حادة تصل لـ50% في أسعار الغذاء خلال الشهر المقبل، مع هجرة جماعية للعمالة اليمنية للخارج. بينما يستفيد المضاربون أمثال سالم الحضرمي، صراف العملات الذي بنى ثروة من هذه الأزمة، يغرق ملايين اليمنيين في فقر مدقع يهدد بتدمير ما تبقى من الطبقة الوسطى.

أمام هذا المشهد الكارثي الذي يهدد بقاء ملايين اليمنيين، تتصاعد المطالبات بتدخل دولي وإقليمي عاجل لوقف نزيف العملة اليمنية. السيناريوهات المستقبلية تتراوح بين الأمل في تحسن سريع مع اتفاق سلام محتمل، والكابوس الأسوأ بوصول الدولار لـ1000 ريال وانهيار كامل للنظام النقدي. الوقت ينفد سريعاً، والسؤال المصيري الذي يطرح نفسه: هل سيشهد اليمنيون انهيار عملتهم بالكامل وتحول بلادهم إلى أطلال اقتصادية، أم سيأتي الإنقاذ قبل فوات الأوان؟

شارك الخبر