شهرين كاملين... هكذا ينتظر آلاف معلمي الحصة رواتبهم. بينما يدرسون أطفال مصر بلا راتب منذ 60 يوماً، تجد أسرهم نفسها في مواجهة مع معاناة صامتة وحقوق مهدرة. مع بداية الشتاء، يعيش هؤلاء المعلمون في انتظار مؤلم لأجورهم، بينما تظل وعود حل الأزمة معلقة.
في محافظتي أسيوط وسوهاج، صدم معلمو الحصة بمرور شهرين دون راتب رغم الالتزام بعملهم. مع الوضع الغامض بشأن مستحقاتهم، يشعر هؤلاء المعلمون بضغط الحياة اليومية المتزايد. "نعمل منذ شهرين بلا راتب"، هذا ما عبر عنه العديد منهم. وأكد د. أيمن بهاء الدين، نائب وزير التربية والتعليم، أن التأخير ناجم عن تحديث قواعد البيانات بداية العام الدراسي. ومع تفاؤل بضمان مواعيد صرف الرواتب قريباً، لا تزال الشكوك تحوم في الأفق.
لم تكن هذه الأزمة الأولى من نوعها حيث تكررت مشاكل رواتب معلمي الحصة سابقاً مع بدء العام الدراسي. البيروقراطية الإدارية والتأخر في تحديث أنظمة البيانات كانت عوامل رئيسية خلف الأزمة. الخبير التعليمي د. سامي العليمي يرى أن الحل قد يتطلب إصلاحات جذرية لضمان عدم تكرار هذه المشكلات في المستقبل، تماماً كما حدث في أزمة 2019 التي استمرت لثلاثة أشهر.
معلمو الحصة يواجهون ضغوطاً يومية تؤثر على حياتهم الشخصية، حيث يلجأ البعض للاقتراض لتغطية مصاريف الحياة. رغم الوعد بحل الأزمة وصرف الرواتب تدريجياً، تحذر الوزارة من تكرار المشكلة، مطالبين بضرورة المتابعة الفعلية من الجميع. ردود الأفعال متباينة بين غضب المعلمين وتفهم الموقف التقني الذي أثّر على الوضع.
بينما تستمر معاناة المعلمين بلا راتب، يعطينا المستقبل أملاً في نظام رواتب محسّن يضمن عدم تكرار السيناريو نفسه. على المعلمين المتابعة المستمرة مع الإدارات، وعلى الوزارة اتخاذ خطوات أسرع وأكثر فعالية لضمان رواتب هؤلاء المعلمين. ومع سؤال يطرح نفسه: "هل ستكون هذه آخر مرة يعاني فيها معلمو مصر من تأخير رواتبهم؟"
