كل 37 ثانية تحدث جريمة اعتداء في بريطانيا، لكن هذه المرة كان هناك بطل سعودي ليمنعها. في شارع مظلم على بُعد 6000 كيلومتر من وطنه، أثبت حمزة البار أن الإنسانية لغة عالمية لا تحتاج ترجمة. القصة التي تجتاح وسائل الإعلام البريطانية تكشف لنا بطولة خالدة قد تغير نظرة العالم للشباب السعودي إلى الأبد.
في موقف حافلات مهجور بمنطقة مونكوير ماوث، شهد الطالب السعودي حمزة البار منظراً لا يمكن تجاهله: رجل يحاول تمزيق ملابس امرأة عاجزة تحت أضواء الشارع الخافتة. لم يتردد لحظة واحدة. انقض على المعتدي كالأسد الذي يدافع عن فريسة بريئة، في مشهد دام 30 ثانية فقط لكنه غيّر مجرى حياة امرأة بريطانية بالكامل. "أطلقت الشرطة البريطانية عليه لقب 'البطل حمزة'"، مؤكدة أن تدخله منع جريمة خطيرة. صدمة وإعجاب في نفس الوقت، هكذا تلقى المجتمع البريطاني خبر البطولة السعودية التي تصدرت عناوين الصحف المحلية.
في مجتمع تتزايد فيه معدلات الجريمة ضد النساء، جاء التدخل السعودي كشعاع أمل يذكرنا بالقصص التاريخية للفروسية العربية وحماية المظلومين. التربية الإسلامية ونصرة المظلوم، قيم غُرست في قلب شاب قضى 3 سنوات في بريطانيا ليصبح بطلاً في ليلة واحدة. يقول د. أحمد الزهراني، أستاذ علم النفس الاجتماعي: "التدخل في مثل هذه المواقف يتطلب شجاعة استثنائية، و85% من الشهود لا يتدخلون عادة". علماء النفس يؤكدون أن تصرف حمزة نادر ويعكس شخصية استثنائية تربت على القيم النبيلة.
أهالي الطلاب السعوديين في الخارج يشعرون بفخر عارم، بينما الطالبات البريطانيات يشعرن بالأمان أكثر. سارة محمد (اسم وهمي)، الموظفة البريطانية في الثلاثينيات التي أنقذها حمزة، لا تزال تتعافى من صدمة الحادثة. جيمس كلارك، سائق الحافلة الذي شهد المشهد، قال: "لولا الشاب السعودي لكانت الكارثة أكبر بكثير". هذه البطولة تفتح فرصة ذهبية لتعزيز صورة السعوديين عالمياً وإلهام الشباب العربي للتدخل الإيجابي في حماية المجتمع.
طالب سعودي، شارع بريطاني، امرأة في خطر، وبطولة خالدة - هكذا تُكتب القصص التي تبقى في الذاكرة. في عالم يزداد برودة وأنانية، أثبت حمزة البار أن القيم الإسلامية والإنسانية لا تعرف حدوداً جغرافية. هل سيصبح نموذجاً يُحتذى به للشباب السعودي في الخارج؟ الإجابة تكمن في كل منا، فدعونا نحتفي بأبطالنا الحقيقيين ونربي أجيالاً على قيم النبل والشجاعة.