في تطور جوي استثنائي يثير القلق والترقب، تستعد المملكة العربية السعودية لمواجهة 6 أيام متتالية من العواصف والأمطار الرعدية التي ستجتاح أكثر من 80% من مساحة المملكة. للمرة الأولى هذا العام، ستشهد 12 منطقة سعودية طقساً متقلباً في نفس الوقت، مما يشكل حالة جوية شاملة لم تشهدها المملكة منذ شهور. المركز الوطني للأرصاد يحذر: التغيير سيبدأ غداً السبت ولن ينتهي حتى الخميس المقبل.
تبدأ هذه الحالة الجوية الاستثنائية رسمياً يوم السبت وتستمر لمدة 6 أيام كاملة، حيث ستضرب الأمطار الرعدية معظم مناطق المملكة مصحوبة برياح قوية تصل سرعتها إلى 50 كم في الساعة. د. محمد الطقسي، أستاذ علوم الغلاف الجوي، يصف الحالة قائلاً: "هذه حالة نادرة الشمولية، تشبه غطاءً رمادياً عملاقاً يلف المملكة من الشمال للجنوب." أحمد المسافر، الذي كان يخطط لرحلة من الرياض إلى جدة هذا الأسبوع، يروي قلقه: "اضطررت لإلغاء كل خططي، الأمان أهم من أي شيء آخر."
تأتي هذه التقلبات الجوية ضمن الأنماط المناخية الموسمية التي تشهدها المنطقة، حيث يؤثر منخفض جوي قوي على أنماط الرياح والضغط الجوي في شبه الجزيرة العربية. تشبه هذه الحالة العاصفة الشاملة التي شهدتها المملكة في عام 2019، لكن الخبراء يشيرون إلى أن الحالة الحالية أوسع تأثيراً وأطول مدة. على البحر الأحمر، ستشهد الأمواج ارتفاعاً يصل إلى مترين، مما يجعل الملاحة البحرية في غاية الصعوبة، بينما ستتأثر مناطق عسير والباحة ومكة المكرمة بضباب كثيف يقلل الرؤية إلى مستويات خطيرة.
هذه التغيرات الجوية العاصفة ستفرض تغييرات جذرية على الحياة اليومية لملايين السعوديين، حيث سيضطر المسافرون لإعادة ترتيب خططهم، وستحتاج شركات الطيران لإلغاء أو تأجيل العديد من الرحلات. فاطمة الزراعية، مزارعة من عسير، تعبر عن فرحتها قائلة: "ننتظر هذا المطر منذ شهور، إنه بمثابة هدية من السماء لأراضينا الظمأى." لكن في المقابل، يواجه عمال البناء والنقل تحديات جمة، حيث ستؤثر الرياح القوية والأمطار الغزيرة على أعمالهم بشكل مباشر. الخبراء يتوقعون تحسناً ملحوظاً في منسوب المياه الجوفية وانخفاضاً مرحباً به في درجات الحرارة المرتفعة.
مع استمرار هذه الموجة الجوية الاستثنائية لستة أيام متتالية وتأثيرها على 12 منطقة في المملكة، تشير التوقعات إلى تحسن تدريجي في الأوضاع الجوية نهاية الأسبوع المقبل. المركز الوطني للأرصاد يدعو جميع المواطنين والمقيمين إلى ضرورة البقاء في منازلهم إلا للضرورة القصوى، ومتابعة النشرات الجوية باستمرار. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد لمواجهة 6 أيام كاملة من تقلبات الطبيعة الجامحة؟