في مشهد مروع هز الضمائر، تحولت 5 دقائق تحت الماء من حلم أولمبي إلى كابوس أبدي، عندما لفظ الطفل يوسف محمد أنفاسه الأخيرة في قاع المسبح بعد انتهائه من سباق الـ50 متر ظهر منتصراً. الفيديو المتداول يفضح إهمالاً قاتلاً: لا يوجد جهاز إنعاش واحد في بطولة رسمية، والمنقذون غائبون عن المشهد في اللحظات الحاسمة. طفل 12 عاماً يموت أمام أعين المتفرجين في مأساة كان يمكن تجنبها لو توفرت أبسط معايير السلامة.
اللحظة الأخيرة كانت صادمة بكل المقاييس.. يوسف محمد كان يسبح نحو أحلامه، والثانية التالية كان يغوص نحو الموت. مريم أحمد، الأم التي شهدت المأساة تروي بصوت مرتجف: "رأيته يختفي تحت الماء وصرخت بأعلى صوتي لكن لا أحد سمعني في البداية.. كان الجميع يظن أنه يلعب". الأرقام تحكي المأساة: 12 عاماً من العمر، 50 متر سباق، 5 دقائق تحت الماء، صفر أجهزة إنقاذ. د. محمد عبد الرحمن، استشاري الطب الرياضي يؤكد بمرارة: "لو وُجد جهاز AED واحد فقط لنجا الطفل حتماً خلال دقيقتين".
الإهمال المتراكم في المنشآت الرياضية المصرية وصل لذروته القاتلة. غياب أجهزة الإنعاش القلبي وضعف التدريب على الإسعافات الأولية حوّل بطولة رياضية إلى مسرح جريمة. هذه المأساة تذكرنا بكوارث رياضية سابقة نتيجة اللامبالاة المزمنة، حيث تتكرر نفس الأخطاء القاتلة. التقرير الرسمي لوزارة الشباب والرياضة يحمّل الإهمال المباشر مسؤولية الوفاة، في إدانة صريحة لمنظومة فاشلة تضع أرواح الأطفال على المحك.
آلاف الآباء الآن يعيشون كابوساً ويعيدون التفكير في إدخال أطفالهم للأنشطة الرياضية بعد هذه المأساة المروعة. الخوف يسيطر على العائلات، والثقة في المنشآت الرياضية تنهار مع كل فيديو يُعاد تداوله. أحمد المنقذ الذي حاول إنقاذ يوسف يقول وهو يبكي: "حاولت كل شيء لكن الوقت كان قد انتهى.. الخمس دقائق دمرت حياة طفل بريء". النتيجة المؤكدة: تشديد إجراءات الأمان وإجبارية وجود أجهزة الإنعاش في كل منشأة رياضية، لكن هل سيكون هذا كافياً لمنع مآسي مستقبلية؟
طفل مات بسبب إهمال، ومسؤولون يتحملون دماء بريئة على أيديهم. مأساة يوسف محمد تطرح سؤالاً مؤلماً: هل ستكون هذه المأساة الأخيرة أم أن هناك ضحايا قادمين؟ المطلوب الآن محاسبة فورية وإصلاح جذري قبل أن نفقد أطفالاً أكثر. السؤال الذي يحرق الضمائر: كم طفلاً آخر يجب أن يموت قبل أن نتعلم؟