في تطور مفاجئ هز الأوساط الرياضية السعودية، يخوض الأخضر مواجهة حاسمة أمام جزر القمر مساء الجمعة بقيادة فرانسوا رودريجيز، مساعد المدرب، في غياب هيرفي رينارد للمرة الأولى في كأس العرب. 321 مباراة دولية هي خبرة الحكم الكوستاريكي جوان كالديرون الذي لم يسبق له إدارة أي مباراة للأخضر، في لحظة تتطلب كل التركيز والاستقرار. الخبراء يحذرون: 48 ساعة حاسمة تحدد مصير الأخضر في البطولة، فهل سيثبت الفريق أنه أكبر من الأفراد؟
على ملعب البيت المهيب في قطر، تحت أضواء ديسمبر الباردة، يستعد نواف العقيدي لحراسة المرمى بينما يقود فراس البريكان خط الهجوم رفقة سالم الدوسري وصالح الشهري. "لدينا مباراة صعبة أمام جزر القمر الذي يمتلك عناصر مميزة ونحتاج للاحترام الكامل"، يقول رودريجيز بثقة مشوبة بالحذر. أحمد المشجع السعودي الذي حضر مباراة عمان يشاركنا قلقه: "الفريق بدا متماسكاً لكن نحتاج لاستمرارية المدرب في هذه اللحظات الحاسمة."
غياب رينارد ليس صدفة، بل ضرورة دولية لحضور قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن، مما يضع الجهاز الفني في اختبار حقيقي لعمقه وتماسكه. الانتصار السابق على عمان بثنائية نظيفة يعطي بصيص أمل، لكن خبراء كرة القدم يحذرون من أن جزر القمر ليست عمان. د. سعد الكرعاوي، المحلل الكروي المخضرم، يؤكد: "غياب المدرب الرئيسي في هذا التوقيت محفوف بالمخاطر، خاصة أمام منتخب أفريقي قوي دفاعياً ومنظم هجومياً."
في أحياء الرياض وجدة والدمام، تتجه الأنظار لشاشات التلفزيون مساء الجمعة، حيث 80 مليون مشجع عربي سيتابعون المباراة التي قد تحدد مسار الأخضر في البطولة. التشكيلة الجديدة التي تضم صالح الشهري بدلاً من أبو الشامات في المقدمة تحمل رسالة واضحة: الهجوم هو أفضل دفاع. الحكم الكوستاريكي الذي أشهر 1385 بطاقة صفراء و111 حمراء في مسيرته سيكون عامل ضغط إضافي على فريق يبحث عن الاستقرار في غياب قائده.
النتيجة ستتجاوز الثلاث نقاط - ستحدد ثقة الفريق في نفسه قبل مواجهة المغرب النارية. رودريجيز يعد بالعودة لنفس الخطة وعدم التغيير، لكن الضغط النفسي شيء لا يمكن تجاهله. في عالم كرة القدم، الثقة تُبنى بالانتصارات وتُهدم بالهزائم، والأخضر يقف على مفترق طرق حاسم. هل سيثبت أن الفريق أكبر من الأفراد، أم أن غياب القائد سيترك بصمته على المسيرة؟