في تطور صادم يكشف أعماق مأساة قطاع غزة، سقط ياسر أبو شباب صريعاً برصاص مجهول، ليسدل الستار على 8 أشهر فقط حوّل فيها نفسه من سجين مغمور إلى إمبراطور مساعدات بـ100 مسلح ينهبون طعام الجوعى. الرجل الذي ادعى حماية المساعدات الإنسانية كان في الحقيقة أكبر سارق لها وفقاً لتقييم منسق الأمم المتحدة، في قصة تكشف فصلاً مظلماً من تجارة الجوع في غزة المحاصرة.
بدأت القصة المأساوية مع اندلاع حرب 7 أكتوبر، حين أُطلق سراح أبو شباب من السجن ليجد في الفوضى فرصة ذهبية لبناء إمبراطوريته المظلمة. "السرقة الحقيقية للمساعدات منذ بداية الحرب" - هكذا وصف منسق الأمم المتحدة نشاط عصابته التي ضمت 100 مسلح معظمهم ضباط سابقون في أمن السلطة. خالد المصري، سائق شاحنة المساعدات، يروي بمرارة: "شاهدت بعيني كيف يسرقون الطعام من أفواه الأطفال الجوعى، مدّعين أنهم يحمونه." كان أبو شباب يتلاعب بمعاناة مئات العائلات، مستغلاً اسم قبيلة الترابين المحترمة لتبرير جرائمه.
الأخطر من السرقة كان التعاون المباشر مع إسرائيل التي زودت العصابة بالأسلحة والمعدات منذ عام 2025، في محاولة لخلق "بديل عن حماس" وفقاً لاستراتيجية فرق تسد القديمة. د. سمير النجار، المحلل السياسي، يحذر قائلاً: "هذا مثال صارخ على خطورة استراتيجية فرق تسد الإسرائيلية، مثل أمراء الحرب في الصومال الذين سرقوا المساعدات في التسعينات." وكما انهار أولئك، انهارت إمبراطورية أبو شباب في 8 أشهر بسرعة انهيار بيت من ورق، مخلفة وراءها دماراً في نفوس من خانهم.
اليوم، تعيش أم محمود، 45 عاماً من رفح، مأساة فقدان حصة عائلتها من المساعدات بسبب العصابات، بينما يقف أحمد الترابيني شامخاً كمقاوم من نفس القبيلة رفض الانضمام للعصابة ووزّع المساعدات مجاناً رغم التهديدات. مقتل أبو شباب يعني نهاية محتملة لفترة مظلمة، لكنه يطرح أسئلة مقلقة: هل ستظهر عصابات جديدة؟ هل ستتعلم إسرائيل من فشل استراتيجيتها؟ المؤكد أن مئات العائلات في رفح تنام الليلة وهي تأمل في وصول المساعدات إليها دون وسطاء فاسدين.
من سجين مغمور إلى زعيم عصابة إلى جثة في شوارع رفح خلال 8 أشهر فقط - قصة أبو شباب تلخص مأساة أكبر عن كيف يمكن للحروب أن تفرخ وحوشاً تتغذى على معاناة شعبها. مع سيطرة حماس المتزايدة على الوضع، يبقى السؤال الأهم: هل ستتعلم جميع الأطراف من مأساة الرجل الذي باع ضميره بحفنة من المساعدات المسروقة قبل فوات الأوان؟