في تطور مثير للجدل هز أوساط كرة القدم العربية، كشف آرني سلوت مدرب ليفربول عن الأسباب الحقيقية وراء قراره الصادم بإجلاس محمد صلاح على دكة البدلاء للمرة الثانية على التوالي. النجم الذي سجل أكثر من 200 هدف مع الريدز يجد نفسه خارج التشكيل الأساسي، في قرار يثير تساؤلات عاجلة حول مستقبل الملك المصري مع الفريق الإنجليزي.
"القرار من أجل الحفاظ على توازن الفريق" - هكذا برر سلوت خطوته الجريئة في تصريحات حصرية لقناة سكاي سبورتس قبل مواجهة سندرلاند على ملعب أنفيلد. المدرب الهولندي فضّل الاستمرارية مع نفس التشكيل الذي خاض المباراة الماضية، مؤكداً أن الفريق بحاجة لأكثر من 11 لاعباً لإتمام المهمة خلال 90 دقيقة كاملة. أحمد السيد، مشجع مصري لليفربول منذ 10 سنوات، لا يخفي قلقه: "هذا قرار غريب، صلاح ليس لاعباً عادياً يمكن الاستغناء عنه بهذه البساطة."
خلف هذا القرار المثير تقف اعتبارات تكتيكية معقدة، فسلوت الذي تولى مهام التدريب حديثاً يسعى لفرض فلسفته الخاصة بعيداً عن الاعتماد على النجوم الفردية. قراره يذكّر بخطوات مماثلة اتخذها بيب جوارديولا مع نجوم مانشستر سيتي، حين فضّل المصلحة الجماعية على البريق الفردي. د. سامي الجابر، المحلل التكتيكي، يرى أن "هذا قرار مدروس لإدارة مجهود اللاعبين، خاصة مع كثافة المباريات في هذه الفترة من الموسم."
الأمر لا يتوقف عند الحسابات التكتيكية، فموجة من الجدل تجتاح المقاهي الشعبية ووسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي. مارك روبرتس، مشجع ليفربولي حاضر في أنفيلد، يعبّر عن مشاعر متضاربة: "نثق في قرارات سلوت، لكننا نريد رؤية صلاح يضيء الملعب كما عوّدنا." المدرب نفسه أكد أن صلاح وبقية البدلاء "لديهم فرصة للمشاركة، وكلنا نعرف ما يمكن أن يقدمه صلاح لهذا الفريق." القرار يحمل مخاطرة محسوبة: إما إثبات عمق مقاعد البدلاء أو مواجهة غضب جماهيري عارم.
بينما تتجه الأنظار لملعب أنفيلد وترقّب الجماهير لحظة دخول النجم المصري، يبقى السؤال الأهم معلّقاً في الهواء: هل يراهن سلوت بمستقبل صلاح من أجل توازن الفريق؟ الإجابة ستكتبها الدقائق القادمة، في مشهد قد يعيد تشكيل علاقة الملك المصري بالنادي الإنجليزي إلى الأبد.
