في ليلة لن تُمحى من ذاكرة كرة القدم الفرنسية، سجل مارسيليا 5 أهداف في 74 دقيقة فقط، ليعلن عودة قوية لعرش الكرة الفرنسية ويتصدر الدوري للمرة الأولى منذ سنوات. هذا الكاسح التاريخي على نيس (5-1) وضع الفريق الجنوبي على قمة الترتيب بـ28 نقطة، متقدماً بنقطة واحدة على الغريم التقليدي باريس سان جيرمان. الساعات الـ24 القادمة ستحدد مصير هذه الصدارة المؤقتة، في صراع يعيد إحياء أمجاد الكرة الفرنسية.
لم يكتف مارسيليا بالفوز، بل قدم عرضاً هجومياً مبهراً بدأ مبكراً مع هدف أوباميانج في الدقيقة 11، قبل أن ينفجر ماسون جرينوود بدوبلية ساحرة (33، 53) ليتصدر قائمة هدافي الدوري برصيد 10 أهداف - رقم استثنائي يضعه في مقدمة المرشحين لجائزة الهداف. أحمد المرسيلي، مشجع عمره 23 عاماً، لم يصدق عينيه وهو يشاهد فريقه: "كنت أحلم بهذه اللحظة منذ سنوات، الآن أصبحت حقيقة مذهلة". الملعب تحول إلى مهرجان للألوان الزرقاء والبيضاء، بينما غادرت جماهير نيس مبكراً وهي تعيش كابوساً حقيقياً.
هذا الانتصار يدخل الصراع التقليدي بين مارسيليا وباريس سان جيرمان فصلاً جديداً مثيراً، حيث آخر مرة تصدر فيها النادي الجنوبي كانت في موسم 2010-2011 عندما أحرز اللقب الأخير. تألق الضفات الجديدة مثل جرينوود، إلى جانب خبرة أوباميانج واستقرار الفريق، يشير إلى عودة حقيقية للمارد النائم. د. جان-لوك فوتبال، المحلل الكروي الفرنسي، يؤكد: "مارسيليا يملك كل المقومات لكسر احتكار باريس هذا الموسم، هذا الأداء ليس مصادفة". المقارنة بأيام زيدان وديشان العظيمة لم تعد مجرد ذكريات، بل واقع يتشكل أمام أعيننا.
شوارع مارسيليا تحولت إلى كرنفال احتفالي حقيقي، والمقاهي الرياضية مكتظة بالجماهير السعيدة التي تترقب مواجهة باريس الحاسمة اليوم. هذه النتيجة لا تعني فقط 3 نقاط إضافية، بل رسالة واضحة لجميع منافسي البطولة أن مارسيليا عاد بقوة وعزيمة لا تُقهر. بينما تعيش سارة النيسية، المشجعة منذ الطفولة، خيبة أمل مؤلمة بعد مغادرتها الملعب باكياً، تنتظر الكرة الفرنسية رد باريس سان جيرمان القوي للحفاظ على هيبته وتاجه المهدد.
خماسية مارسيليا وتصدر جرينوود قائمة الهدافين يكتبان بداية فصل جديد في تاريخ الدوري الفرنسي. مباراة باريس سان جيرمان اليوم ستكشف حقيقة التحدي الجديد وقوة المنافسة القادمة. على مارسيليا الاستمرار في هذا الزخم الذهبي، وعلى باريس إثبات أن عرشه لا يزال محصناً. السؤال الذي يشغل عقول ملايين المتابعين: هل نشهد بداية نهاية هيمنة باريس سان جيرمان، أم أن هذه مجرد صحوة مؤقتة لمارد مارسيليا؟
